إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الرقعي، المملكة العربية السعودية






الرقعي جغرافياً



الرقعي، المملكة العربية السعودية

الرقعي

كانت الرقعي في السابق مورد ماء، على الطريق بين البصرة ومكة المكرمة، وقد اكتسب ذلك المورد اسمه من صاحبه، خالد بن ربيعة بن رقيع، من قبيلة تميم، الذي كان أبوه ربيعة بن رقيع، أحد المنادين من وراء الحجرات، (الوارد ذكرهم في القرآن الكريم). أما الآن فإن الرقعي مدينة صغيرة، تشكل نقطة حدود جمركية، وفيها مركز إمارة تابع لمحافظة حفر الباطن، التابعة لإمارة المنطقة الشرقية. وقد بلغ عدد سكان المدينة 2734 نسمة، حسب التعداد العام للسكان والمساكن، في عام 1413 منهم 2480 سعودياً، و254 غير سعودي.

1. الموقع

تقع مدينة الرقعي على دائرة عرض 29 درجة وأربع دقائق شمالاً، وخط طول 46 درجة و38 دقيقة شرقاً، في هضبة الدبدبة،  الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة العربية السعودية، بالقرب من نقطة التقاء حدود المملكة العربية السعودية، مع كل من حدود دولة الكويت والجمهورية العراقية (اُنظر خريطة الرقعي جغرافياً)، وتبعد حوالي خمسة كيلو مترات إلى الشرق من وادي الباطن، الذي يعتبر امتداداً لوادي الرمة، الذي ينحدر من مشارف المدينة المنورة، ويواصل سيره نحو الشمال الشرقي، على خط الحدود الكويتية العراقية؛ لينتهي قرب مدينة الزبير، في جنوب العراق، بالقرب من شط العرب. ويمر بمدينة الرقعى، الخط رقم 50 الواصل بين مدينة حفر الباطن الواقعة على بُعد حوالي 100 كم من الرقعي إلى الجنوب الغربي، وبين مدينة الكويت، عاصمة دولة الكويت، الواقعة على بُعد حوالي 140 كم من الرقعي إلى الشمال الشرقي.

2. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ الرقعي، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع الرقعي على دائرة عرض 29 درجة شمالاً تقريباً؛ يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسود فيه المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي للرقعي الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، والذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل نجد أن مناخ الرقعي صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 100 مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير و فبراير، ويسود، في هذه الفترة، المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 14 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية للهواء في فصل الشتاء حوالي 64%.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الربيع حوالي 23 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية في الهواء في هذا الفصل حوالي 45%.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه و أغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 25%.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في الرقعي في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في هذا الفصل حوالي 27 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 45%. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.