مقدمة

كوبا دولة في جزر الهند الغربية على بعد نحو 140كم، جنوبي ولاية فلوريدا الأمريكية. وقد بدأ سكانها الهنود الأمريكيين الأصليين بالتناقص بعد اكتشاف الأوروبيين لها من قبل كريستوفر كولومبوس عام 1492. وبدأ الاستيطان الأسباني لكوبا عام 1511، وسرعان ما أصبحت واحدة من أغنى مستعمرات جزر الهند الغربية. وفي عام 1517، وصلت أول دفعة من الأفارقة للعمل رقيقاً في المزارع. ومع مرور الموقت تزايدت أعدادهم، خاصة في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر. وفي عام 1812، خططت جماعة من هؤلاء الرقيق للثورة ضد الأسبان، نتيجة المعاملة القاسية التي كانوا يلقونها من أصحاب المزارع الأسبان. وحين اكتشف الأسبان ذلك، أرسلوهم إلى المقصلة حيث شُنقوا جميعاً. وفي عام 1821، كانت أول ثورة للكوبيين ضد الأسبان، ولكنها فشلت عام 1826. ونشب خلاف كبير بين السكان والأسبان حول مسألة الرق وازدادت حدته، ما أدى إلى إلغائه عام 1886.

اعتقد الرئيس الأمريكي وليم ماكينلي، أن استمرار الصراع في كوبا يهدد المصالح الأمريكية، وطلب من الأسبان، إما السيطرة على الثورة وسحقها، وإما تسليم الجزيرة لأمريكا. ثم ما لبثت الولايات المحتدة الأمريكية أن أرسلت البارجة مين إلى هافانا في فبراير 1898. انفجرت البارجة في ظروف غامضة، واتُهمت أسبانيا بذلك. وفي أبريل من العام نفسه، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على أسبانيا، واستسلم الجيش الأسباني في أغسطس 1898. خرجت القوات الأمريكية من كوبا عام 1902، ثم عادت إليها عام 1906، حيث أقامت حكومة مدينة عسكرية يرأسها تشارلز ماجون الأمريكي، الذي حكم كوبا من 1906 إلى 1909. ثم توالت الاضطرابات والثورات، حتى قاد فيدل كاسترو جيش الثوار الشيوعيين في كوبا إلى النصر، عام 1959. وتمكن من الحفاظ على وحدة البلاد، بعزيمته الحديدية، قرابة خمس عقود، وتنحى عن الحكم لصالح أخيه الأصغر راؤول كاسترو في العام 2008. وسَعَت كوبا إلى تصدير الثورة الشيوعية الكوبية، بمساندة الاتحاد السوفيتي، إلى دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا خلال عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.

وتسير البلاد، حالياً، ببطء، نحو النهوض من الكساد الاقتصادي الشديد، الذي عانته عقب سحب الاتحاد السوفيتي السابق، الدعم الذي كان يقدمه إلى كوبا. وكان ذلك الدعم، الذي أوقفه الاتحاد السوفيتي، في عام 1990، يراوح بين أربعة وستة بلايين دولار سنوياً. وتُعزي هافانا صعوباتها الاقتصادية إلى الحظر، الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا، منذ عام 1961. ولا تزال هجرة الكوبيين غير الشرعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام قوارب محلية الصنع أو مهربين أجانب، أو الطيران المباشر، أو بواسطة تأشيرات مزورة، أو عبر الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، مشكلة مزمنة؛ إذ اعترض خفر السواحل الأمريكي نحو 1275 كوبياً خلال عام 2012، حاولوا عبور مضيق فلوريدا.