إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / قبرص Cyprus (جمهورية قبرص Republic of Cyprus)




علم قبرص


خريطة قبرص



إيران

مقدمة

يرجع تاريخ الشعوب القديمة التي سكنت جزيرة قبرص، إلى نحو عام6000 ق.م. واستوطن فيها اليونانيون عام 1200 ق.م وأنشأوا فيها الدّول ـ المدن التي كانت شبيهة بالدول ـ المدن اليونانية القديمة.

وقبل المسيح عليه السلام غزا قبرص كل من الآشوريين والمصريين واليونانيين والفرس والرومان. وأدخل القديس بولس والقديس برنابا النصرانية إلى الجزيرة عام 45م. وفي عام 330م صارت قبرص جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية. وفي عام 1191م، استولى ريتشارد قلب الأسد ـ ملك إنجلترا ـ على قبرص، لكنه باعها إلى أحد النبلاء الفرنسيين.

فتح الأتراك العثمانيون الجزيرة في سبعينيات القرن السادس عشر الميلادي، وحكموها حتى عام 1878، حينما سلًَّموها إلى بريطانيا، التي حولت الجزيرة إلى مستعمرة ملكية، عام 1925.

في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي شنّ القبارصة اليونانيون، بقيادة الأسقف مكاريوس حملة سياسية للاتحاد مع اليونان؛ وكونوا منظمة سرية، عُرفت اختصارًا باسم "أيوكا"، التي شنت حرب عصابات عنيفة ضد البريطانيين. وأعلنت بريطانيا حالة الطوارئ في الجزيرة، عام 1955. وفي عام 1956، نفت بريطانيا مكاريوس إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي. واجتمع الأتراك واليونانيون في زيوريخ، في سويسرا، عام 1959، حيث توصلوا إلى اتفاقٍ، يقضي باستقلال قبرص. وافقت بريطانيا على اتفاقية زيوريخ، ونالت قبرص استقلالها، في 16 أغسطس عام 1960، بمقتضى دستور، وضعته بريطانيا واليونان وتركيا، بموافقة قادة القبارصة الأتراك واليونانيين. ووقعّت بريطانيا واليونان وتركيا اتفاقية تكفل لقبرص استقلالها. واحتفظت بريطانيا بالسيطرة على قاعدتين عسكريتين في كلٍّ من أكروتيري ودهكيليا، على امتداد مناطق الساحل الجنوبي.

أصبح الأسقف مكاريوس رئيسًا للدولة الجديدة، واقترح، في عام 1963، ثلاثة عشر تعديلاً للدستور، بدعوى أن ذلك سوف يؤدي إلى إدارة أفضل للبلاد. وقال إن بعض مواد الدستور تهدد أداء الحكومة بالشلل. عارض الأتراك وقادة القبارصة الأتراك التعديلات الدستورية، اعتقادًا منهم أنها ستؤدي إلى سلب القبارصة الأتراك حقوقهم وضماناتهم الدستورية. واندلع القتال بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفي عام 1964، أرسلت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام إلى قبرص، بينما كانت الجهود مستمرة لحل المشكلة.

وفي عام 1967م نشب صراع آخر بين الاثنين، أدى إلى نشوب أزمة جديدة. وفي الفترة من 1967 إلى 1974، عقد القبارصة الأتراك ونظراؤهم اليونانيون محادثات، استهدفت الوصول إلى اتفاق حول الدستور، وحدث بعض التقدم بيد أن الخلافات ظلت قائمة.

أُعيد انتخاب مكاريوس رئيسًا للجمهورية عام 1968، وعام 1973م. وفي شهر يوليه 1974، أطاحت قوات الحرس الوطني، بقيادة الضباط اليونانيين، مكاريوس، الذي فرّ من قبرص؛ وخلفه في الرئاسة، الناشر الصحفي، نايكوس سامسون؛ ولكنه استقال بعد أسبوع واحد، وتولّى مهامّ الرئاسة بعده، غلافكوس كلرديس، رئيس مجلس النواب القبرصي.

وعقب إطاحة مكاريوس، غزت تركيا قبرص. واندلع قتال واسع النطاق بين الأتراك والقبارصة اليونانيين. واستولى الأتراك على أجزاء واسعة في شمال شرقي قبرص، وفرَّ آلاف اليونانيين القبارصة إلى جنوب غربي قبرص.

وأدّت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى وقف القتال في أغسطس، وعاد مكاريوس إلى قبرص رئيسًا للدولة في أواخر عام 1974، وتوفي عام 1977، وخلفه سبايروس كبريانو، رئيس مجلس النواب القبرصي. إلا أن تركيا والقبارصة الأتراك رفضوا الاعتراف بحكومة سبايروس.

ظل ممثلو القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين وممثلو اليونان والأتراك يجتمعون وينفضون منذ عام 1974، بُغية التوصل إلى ترتيبات دستورية جديدة للجزيرة كلها. إلا أن الخلافات الشديدة حول إدارة البلاد مازالت قائمة. وفي عام 1975، أعلن القبارصة الأتراك، بقيادة رؤوف دنكتاش وغيره من الأتراك، أن المناطق الشمالية من قبرص مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، وسموها "الولايات القبرصية التركية الفيدرالية". وفي عام 1983، أعلن القبارصة الأتراك هذه المناطق جمهورية مستقلة، سموها "جمهورية شمالي قبرص التركية". وتعترف الأمم المتحدة، وكلّ دول العالم، ماعدا تركيا، بقبرص دولة واحدة، بقيادة الحكومة القبرصية اليونانية، في الجنوب الغربي.

وفي 24 أبريل 2004، اقتربت المسألة القبرصية، أكثر من أي وقت مضى، من الوصول إلى حلّ، يوحّد شطرَي الجزيرة: الشمالي التركي، والجنوبي اليوناني؛ إذ صوت القبارصة من الطرفَين، في ذلك اليوم، على صيغة حلّ، اقترحه الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان. وقد جاءت نتيجة الاستفتاء غير متوقعة؛ فالجانب التركي، المتهم بالتعنت والنزعة إلى تقسيم الجزيرة، منذ دخول الجيش التركي إليها عام 1974، فاجأ العالم بقبوله الحلّ المقترح؛ فيما رفضه الجانب اليوناني، الذي كان دائما يشدد على ضرورة العودة إلى الشرعية الدولية والأمم المتحدة من أجل توحيد الجزيرة.

ولقد دفع انتخاب رئيس قبرصي جديد، في العام 2008، الأمم المتحدة إلى تشجيع كلٍ من حكومتي الأتراك والقبارصة، لإعادة فتح مفاوضات الوحدة بينهما. ففي سبتمبر 2008، دخل زعماء البلدين في مفاوضات تحت رعاية الامم المتحدة، تهدف إلى توحيد الجزيرة المقسمة، وما تزال المحادثات مستمرة إلى الآن.

دخلت الجزيرة بأكملها إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من مايو 2004، على الرغم من أن مكتسبات الاتحاد الأوروبي، من حيث الواجبات وحقوق كل دولة عضو فيه، لا تنطبق إلا على قبرص اليونانية، المعترف بها دولياً؛ لذا عُلقت عضوية قبرص التركية. ومع ذلك، فالقبارصة الأتراك لهم الحقوق نفسها الممنوحة لنظرائهم القبارصة اليونانيين، وهي الحقوق نفسها الممنوحة لغيرهم من مواطني دول الاتحاد الأوروبي.