إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / هاييتي Haiti (جمهورية هاييتي Republic of Haiti)




علم هاييتي


خريطة هاييتي



إيران

مقدمة

تُعد هاييتي أقدم جمهورية سوداء في العالم، وثانية الدول المستقلة في نصف الكرة الغربي؛ إذ إنها تتمتع بالاستقلال، منذ عام 1804؛ ولكنها خضعت، خلال معظم تلك الفترة لحكام مستبدين، لم يبذلوا أية جهود لرفاهية شعبهم، فابتليت بأعمال العنف السياسي المستمرة.

وصل كريستوفر كولمبوس إلى جزيرة هسبانيولا، عام 1492، وأسس قاعدة أسبانية في المكان، الذي يُعرف، حالياً، بدولة هاييتي. وفي عام 1697، أعلنت أسبانيا، رسمياً، الاعتراف بسيادة فرنسا على الجزيرة. فطور الفرنسيون هذه المستعمرة الجديدة، التي أطلقوا عليها  اسم "سان دومينجو"، وجعلوا منها أغنى مستعمرة في البحر الكاريبي، وجلبوا إليها أعداداً كبيرة من الأفارقة، للعمل في مزارع البن والتوابل. وبحلول عام 1788، كان عدد الأفارقة يربو على نصف المليون نسمة، أي ما يعادل ثمانية أضعاف المستعمرين الفرنسيين أنفسهم.

وفي عام 1791، خلال اشتعال الثورة الفرنسية، ثار الأفارقة على الفرنسيين، ودمروا المزارع والمدن، واستولى توسان لوفتير ـ أحد زعماء الأفارقة ـ على زمام الأمور. وبعد أن تولى نابليون الأول الحكم في فرنسا، عام 1799، أرسل جيشاً إلى هاييتي، لاستعادة الحكم الفرنسي مرة أخرى، فاعتقل الجيش توسان، وزُج به في السجن، ثم أُرسل إلى فرنسا. غير أن كثيراً من أفراد الجيش الفرنسي وقعوا صرعى الحمى الصفراء، فتمكن الثوار، عام 1803، من هزيمة الجيش. وفي الأول من يناير عام 1804، أُعلن استقلال البلاد، وإقامة دولة تحمل اسم "هاييتي".

عانت هاييتي، التي تعد واحدة من أفقر الدول في النصف الغربي من الكرة الأرضية، القلق وعدم الاستقرار خلال معظم تاريخها؛ إذ تولى حكمها 32 حاكماً، خلال الفترة من 1844 حتى عام 1915. وانتهت فترة تزيد على ثلاثة عقود من الحكم الدكتاتوري والعسكري، عام 1990، حين انتُخب جان بيرتراند أريستيد Jean -Bertrand Aristide، وهو قس سابق، رئيساً للجمهورية. ولكن سرعان ما استولى العسكريون على السلطة، مرة أخرى؛ ولكن أريستيد تمكن من العودة إلى الحكم، مرة أخرى، عام 1994، بعد أزمة عنيفة اجتاحت البلاد، وتدخلٍ مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية. وفي السابع من فبراير 1996، خلفه، رينيه بريفيال، في أول انتقال سلمي للسلطة، منذ أن استقلت هاييتي، قبل 192 عاماً، ثم عاد أريستيد إلى الحكم مرة ثالثة عام 2001، وظل في الحكم حتى عام 2004، عند قيام تمرد مسلح نتج عنه استقالته ونفيه خارج البلاد في فبراير 2004، وتشكيل حكومة انتقالية تولت السلطة وعملت على تنظيم انتخابات جديدة تحت إشراف "بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي". إلا أن استمرار العنف أخَّر من إجراء الانتخابات حتى عام 2006، حيث انتُخب الرئيس رينيه بريفيال في انتخابات ديمقراطية في مايو 2006، ليعود لحكم البلاد مرة ثانية. ثم أعقب ذلك، في العام 2010، إجراء انتخابات رئاسية، كانت محل نزاع بين المرشحين، أسفرت عن انتخاب الرئيس الحالي لهاييتي، ميشال مارتيلي Michel MARTELLY.

وفي يناير 2010، ضرب المنطقة زلزال مدمر، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وكان مركزه يبعد حوالي 25 كم (15 ميل) غرب العاصمة بورت ـ أو ـ برنس Port-au-Prince، وتشير التقديرات إلى أن ذلك الزلزال أدى إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص، وشرد حوالي مليون ونصف مليون آخرين. وصنِّف ذلك الزلزال بأنه الأعنف في تلك المنطقة على مدار الـ 200 سنة الماضية.