مقدمة

تونس دولة عربية من أصغر دول شمالي إفريقيا مساحة، وهي إحدى أقطار المغرب العربي الكبير، ذي الأقطار الخمسة.

لعبت تونس أدواراً مهمة في التاريخ القديم، منذ عهد الأمازيغ والفينيقيين والقرطاجيين. وهي عرفت باسم "مقاطعة أفريقيا" إبان الحكم الروماني لها. وقد فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي، وأسسوا فيها مدينة القيروان سنة 50 هـ، لتكون أول مدينة إسلامية في شمال أفريقيا.

عُرفت قديماً باسم "ترشيش"، فلما أحدث فيها المسلمون البنيان وزرعوا البساتين، سميت "تونس" من "تؤنس" بتخفيف الهمزة، وذلك لأنها تجلب الأنس والمؤانسة. وعلى الرغم من صغر مساحة تونس، توالت على أراضيها حضارات متعددة: بربرية وفينيقية ورومانية وعربية إسلامية، وما زالت لهذه الحضارات بقايا عمرانية وبصمات ثقافية.

قاد التنافس بين المصالح الفرنسية والإيطالية في تونس إلى غزو فرنسا لها عام 1881، وإنشاء محمية فرنسية على أراضيها. وعقب استقلال الجمهورية التونسية، عن فرنسا، عام 1956، تبنى الرئيس التونسي، الأول، الحبيب بورقيبة، نهجاً شمولياً صارماً، ساده نظام الحزب الواحد. وسيطر بورقيبة على البلاد مدة 31 سنة، كبح خلالها الأصولية الإسلامية، وأعطى المرأة حقوقاً لا نظير لها في الدول العربية الأخرى.

وفي نوفمبر 1987، تمت تنحية بورقيبة عن السلطة، سلمياً، وحل محله، زين العابدين بن علي، ليحكم البلاد طيلة 23 عاماً بقبضة من حديد. وفي ديسمبر 2010 بدأت احتجاجات شعبية ضد حكمه، بسبب ارتفاع نسبة البطالة، والفساد، وانتشار الفقر، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتصاعدت حدة هذه الاحتجاجات وبلغت ذروتها في مطلع يناير 2011، حتى أدت إلى سقوط قتلى وجرحى؛ ما أجبر الرئيس زين العابدين بن علي إلى مغادرة تونس في 14 يناير 2011، ليستقر في المملكة العربية السعودية. وتولى في اليوم نفسه الوزير الأول محمد الغنوشي رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وبطريقة منافية للدستور، وبناءً على ذلك أُعلن في اليوم التالي 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، وشكلت "حكومة وحدة وطنية" في أواخر يناير 2011.

وفي 23 أكتوبر 2011، جرت انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، ليكون مسؤولاً عن تعيين حكومة انتقالية جديدة، وصياغة دستور جديد للبلاد، والتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية.

وفي 12 ديسمبر 2011، انتخب المجلس الوطني التأسيسي، الكاتب والسياسي والحقوقي والمفكر التونسي والمعارض السابق، المنصف المرزوقي، رئيساً مؤقتاً للبلاد، بعد حصوله على أغلبية الأصوات.

وفي فبراير 2012، بدأ المجلس الوطني التأسيسي صياغة دستور جديد للبلاد، وبعد إخفاقات عديدة في صياغته، وأزمات سياسية بين الفرقاء، استمرت أشهراً لتخطي تلك المرحلة الانتقالية، تم التصديق على هذا الدستور في يناير 2014. وفي نهاية 2014، أُجريت انتخابات برلمانية ورئاسية لتشكيل حكومة دائمة للبلاد، أصبح بموجبها الباجي قائد السبسي رئيساً لتونس، كأول رئيس في ظل الدستور الجديد.

وفي عام 2016، واصلت حكومة الوحدة الوطنية الجديدة مساعيها، لإيجاد توازن بين الترابط السياسي والضغوطات الاقتصادية والاجتماعية.