إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









أ
أ. اتساع الكون

بالنظر إلى السماء بواسطة تليسكوب تُشاهد أعداد هائلة من النجوم تقدر بالملايين. فالأجرام السماوية تشغل الفضاء من حولنا. والفضاء وما به من نجوم وأجرام سماوية مختلفة هو الكون.

كان الفلكيون الأوائل يعتقدون أن الكون محدود وصغير جدا، فحدود الكون هي الكرة الشفافة التي تحمل النجوم وتدور حول الأرض بوصفها مركزاً لها. ولقد ادعى الفلكي الفرغاني Alpharghani  في القرن التاسع عشر أن نصف قطر الأرض يبلغ 3250 ميلاً، وهو تقدير جيد لنصف قطر الأرض، ولكنه حدد نصف قطر الكون، أي نصف قطر الكرة الشفافة التي تحمل النجوم (بُعد النجوم عن الأرض) بنحو 75 مليون ميل فقط، وهذا التقدير أقل من الواقع بكثير.

وفي القرن السابع عشر، اعتبر كوبرنيكوسCopernicus [1] الشمس مركز الكون وأن الأرض إحدى الكواكب التي تدور حول الشمس. كما اعتقد كوبرنيكوس أن الكون أكبر بكثير مما اعتقده القدماء، ولكنه لم يعط أبعاداً محددة. ولقد أثرت أفكار كوبرنيكوس بشكل جذري على علم الكونCosmology، حيث قضى تماماً على اعتقادين كانا سائدين من عهد الإغريق إلى ذلك الوقت؛ وكان الاعتقاد الأول يعتمد على فيزياء أرسطوطاليس اليوناني، الذي يعتبر أن الأجسام الأرضية والحركة على الأرض تختلف اختلافاً جذرياً عن الأجسام السماوية، ولا يمكن تطبيق قوانين الأرض على السماء. والاعتقاد الثاني ينص على أن الكون محدود بالكرات الشفافة، التي تدور حول الأرض وتحمل النجوم. ثم جاءت قوانين نيوتن في الجاذبية والحركة، التي وحدت بين الأرض والأجرام السماوية، لتفتح بذلك آفاقاً جديدة في تغيير الفكرة عن الكون، وزادت تلك الفكرة بعد أن وضع أينشتاين نظرية النسبية أصبحت النظرة إلى الكون أوضح وأعمق، وأمكن تفسير العديد من الظواهر الفلكية.

وقد استطاع اينشتاين بواسطة نظريته النسبية، أن يضع نموذجاً يثبت فيه أن الكون يتخذ الشكل الكروي، وأن نصف قطره يزيد عن عشرة آلاف مليون سنة ضوئية[2]، وليس محاطا أو مسيجاً بحدود، وليست له نهاية، فكل نقطة في الكون يمكن اعتبارها في مركزه ووسطه.

أمّا عمر الكون فهو يراوح بين عشرة آلاف مليون سنة ضوئية إلى عشرين ألف مليون سنة ضوئية، استطاع الإنسان أن يكشف عن بعض المجرات، التي تبعد عن الأرض بمقدار عشرة آلاف مليون سنة ضوئية. ومع ذلك مازال الإنسان غير قادر على معرفة حقيقة الكون حتى الوقت الحاضر.



[1] نيكولاس كوبرنيكوس (N.Copernicus 1543-1473)، عالم فلكي كبير، عُرفت نظريته باسم الشمس مركز الكون Heliocentric Theory of the Universe، ونشرها في كتابه المعروف باسم دورة الفلك Revolutionnipus Orbium Coelestium.

[2]  تُعد المسافات الفلكية كبيرة جداً، بحيث يصعب فهم هذه الأبعاد وكتابتها باستخدام الوحدات المتعارف عليها (الكيلومتر أو الميل مثلاً). فالقمر هو أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض، إذ يبعد 484 ألف كيلومتر، وتبعد الشمس 150 مليون كيلومتر، ويبعد كوكب بلوتو 5.9 بليون كيلومتر، وهي مسافات كبيرة جداً، أما المسافة إلى أقرب النجوم إلى الأرض فتبلغ حوالي 40 بليون كيلومتر، كما أن أبعاد المجرات كبيرة جداً، بحيث يصبح الكيلومتر وحدة قياس صغيرة لا تصلح للأبعاد الفلكية، لذا فقد اصطلح علماء الفلك على استخدام وحدات خاصة لقياس الأبعاد الفلكية، وتكون ملائمة لها، كالوحدة الفلكية والسنة الضوئية.

    السنة الضوئية Light Year: يسير الضوء بسرعة هائلة جداً تبلغ 300 ألف كيلومتر/ ثانية، والسنة الضوئية تساوي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة، وهي بذلك تساوي 9.467.000.000.000 كيلومتر، وهي وحدة مسافة، لذلك فإن السنة الضوئية تصبح وحدة مناسبة لقياس الأبعاد الفلكية. وعلى هذا يستغرق الضوء ليصل إلى القمر 1.6 ثانية، أي أن بعد القمر عن الأرض هو 1.6 ثانية ضوئية. ويستغرق الضوء ليصلنا من الشمس حوالي 500 ثانية، أي ثمان دقائق وثلث، وهو بعد الشمس عن الأرض.

أما الوحدة الفلكية Astronomical Unit، فهي المسافة ما بين الأرض والشمس، وتساوي 150 مليون كيلومتر، فإذا افترض أن بعد الأرض عن الشمس يساوي وحدة فلكية واحدة، فكوكب المشترى Jupiter، الذي يبعد 780 مليون كيلومتر عن الأرض، وفي الوقت نفسه يساوي 5.2 وحدة فلكية (أي أن بعد المشترى عن الأرض = 780 مليون كم ÷ 150 مليون كم = 5.2 وحدة فلكية).