إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









أ
أ. الجبال Mountains

يقصد بالجبال[1] الأراضي المرتفعة عما يجاورها من أراض. وقد حدد الجيولوجيون بأن الجبال تقع عادة فوق منسوب 2000 قدم فوق منسوب سطح البحر، أمّا الأراضي التي تقع دون هذا المنسوب فتعرف بالتلال Hills. ولكن من دراسة التوزيع الجغرافي للجبال واختلاف منسوبها بالنسبة لسطح البحر، تبيّن أن أهم ما يبرزها بالنسبة لما حولها من الأراضي المختلفة عظم منسوبها عن تلك الأراضي المجاورة لها.

وتختلف الجبال من حيث نشأتها والعوامل، التي أدت إلى تكوينها وظهورها، والأزمنة الجيولوجية التي تنتمي إليها، وتنحصر الجبال تبعاً لذلك فيما يلي:

1- الجبال البركانية Volcanic Mountains

تتألف الجبال البركانية أساساً من المخروطات البركانية Volcanic Cones. وعلى الرغم من انتشار المصهورات البركانية في أجزاء واسعة من سطح الأرض، إلاّ أن الجبال البركانية تعد محدودة الانتشار. ويرجع ذلك إمّا إلى ظهور معظم المصهورات البركانية فوق سطح الأرض على شكل غطاءات وهضاب لافية، أو إلى إزالتها خاصة بعد توقف النشاط البركاني وانخماده بفعل عوامل التعرية والتجوية.

ويرتبط التوزيع الجغرافي للجبال بمناطق الضعف الجيولوجي، لذا يتمثل أعظم نطاقها على طول سواحل المحيط الهادي (حلقة النار) فتظهر في الجانب الشرقي في أجزاء متفرقة من مرتفعات الأنديز في أمريكا الجنوبية، ومرتفعات سيراماديرا الغربية في أمريكا الوسطى والمكسيك، ومرتفعات الكاسكيد غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ومرتفعات كولومبيا البريطانية، وتتمثل في الجانب الغربي في جزر اليابان، وجزر كوريل، وأجزاء متناثرة من الجزر المحيطية في شرق آسيا وجنوبها الشرقي، وخاصة في جزر الفلبين. وإلى جانب هذا النطاق الرئيسي، تظهر الجبال البركانية كذلك في مناطق متفرقة منها جزر هاواي، وجزيرة مدغشقر، وفي هضبة البحيرات الاستوائية، وبراكين حوض البحر المتوسط، وبراكين البحر الكاريبي، وبراكين جزيرة آيسلند.

ويتزايد حجم الجبال البركانية بزيادة عظم انبثاق المصهورات البركانية من فوهة البركان. وعلى ذلك قد يبدو بعض الجبال البركانية على ارتفاع عشرات الأمتار فقط من منسوب سطح الأرض المجاور، بينما يظهر بعضها الآخر على ارتفاع مئات الأمتار فوق سطح الأرض المجاورة. (انظر صورة جبال بركانية)

2- الجبال الصدعية Faulted Mountains

تتكون بعض الجبال بفعل حركات التصدع، التي تتعرض لها صخور القشرة الأرضية. ويعد الحوض العظيم في جبال الروكي ـ غرب الولايات المتحدة الأمريكية ـ أبرز مثال لهذا النوع من الجبال، التي تحصر بينها أحواضاً صدعية هابطة. ومن ثم يطلق الجيولوجيون على المظهر التضاريسي العام للجبال الصدعية اسـم ظاهرات الأحواض والسلاسـل الجبلية الصـدعية  Basin and Range Topography.

ويمكن تمييز نوعين رئيسيين من الحافات الصخرية وهما:

أ-    الحافات الصدعية: Fault Scarps ويقصد بها الجبال والحافات الصخرية، التي نتجت أساساً بفعل الانكسارات، ونشأت على طول أسطحهاFault Planes.

ب- حافات أسطح الصدوع: Fault Line Scarps وتعني الجبال والحافات الصخرية، التي نتجت أساساً بفعل عوامل التعرية والتجوية على طول أسطح الانكسارات أو بجوارها.

ومما سبق، يتضح أن الحافات الصدعية تتكون خلال حدوث عمليات التصدع نفسها، في حين تتشكل حافات، وجبال أسطح الصدوع، بعد حدوث عمليات التصدع بمدة من الزمن، يتوقف طولها على مدى فعل عوامل التعرية واختلاف التركيب الصخري. (انظر شكل جبال كتلية انكسارية)

3- الجبال الالتوائية Uplifted Mountains

تعد الجبال الالتوائية أهم مجموعة من السلاسل الجبلية فوق سطح الأرض، نظراً لعظم امتدادها وتشكيلها أجزاء واسعة من القشرة الأرضية. وتختلف مجموعة الجبال الالتوائية عن جبال المجموعتين السابقتين، ويرجع ذلك إلى أن نشأة الجبال الالتوائية لا ترجع إلى أثر انبثاق مصهورات لافية، أو رفع كتل صخرية وهبوط أخرى بفعل الصدوع، وإنما تكونت في أحواض بحرية عظمى، تعرضت لعمليات رفع تكتونية، أدت إلى انثناء الطبقات الصخرية والتوائها، وقد تتعرض جبال هذه المجموعة لحدوث البراكين والزلازل والصدوع، ومن ثم فهي تسهم في تشكيل مظهر بعض أجزاء هذه الجبال، ولكنها لا تؤدي إلى نشأتها أو تكوينها. (انظر شكل الجبال الالتوائية)

وتختلف الجبال الالتوائية من جزء إلى آخر، ويرجع هذا الاختلاف إلى العاملين التاليين:

أ- طبيعة اتساع الأحواض البحرية التكتونية، التي تجمعت فيها رواسب ومواد هذه الجبال. ويتشكل سمك الطبقات الصخرية وتكوينها الجيولوجي، تبعاً لظروف تراكمها فوق أرضية الأحواض البحرية التكتونية Geosynclines.

ب-    مدى قوة الحركات التكتونية، التي أدت إلى رفع الطبقات الصخرية والتوائها والأزمنة الجيولوجية المختلفة، التي حدثت خلالها تلك الحركات. فقد أعطت حركات الرفع التكتونية، التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية قديمة، الفرصة لعوامل التعرية المختلفة في أن تنحت هذه الجبال وتشكلها بظواهر متنوعة. أما تلك التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية حديثة، فلم تعط الوقت اللازم لعوامل التعرية كي تقوم بمثل العمل، الذي قامت به في تشكيل الجبال الالتوائية القديمة جيولوجياً.

 



[1]  إلى جانب الأهمية الجغرافية والجيولوجية والسياسية والاقتصادية للجبال، هناك الأهمية الروحية والدينية، فقد ارتبطت بها حياة بعض الأنبياء منجهة، وكانت ملجأً لبعض آخر من الأنبياء والرسل. وتنتشر معظم هذه الجبال المقدسة في المنطقة العربية، وتوزيعها الجغرافي كما يلي:

  أ. جبال سرنديب (سيرلانكا): المكان الذي هبط فوقه آدم إلى سطح الأرض.

  ب. جبال قاسيون (دمشق ـ سورية): وعليه وقعت أول جريمة بشرية وهي قتل قابيل أخاه هابيل.

  ج. جبل عرفات (مكة ـ السعودية): أشهر جبال الأنبياء على سطح الأرض.

  د. جبل الجودي، أو جبل آرارات (تركيا): المكان الذي رست فوقه سفينة نوح.

  هـ. جبل لوط أو جبل موآب (جنوب البلقان، ومنه تمتد جبال لبنان الشرقية): لجأ إليه لوط وأهله هرباً من الكارثة.

  و. جبل موسى (سيناء ـ مصر): وله دور في حياة موسى ورسالة الديانة اليهودية.

  ز. جبل الزيتون (القدس): احتضن أحداث الديانة المسيحية، وأنزل الله فوق قمته الإنجيل على عيسى عليه السلام.

  ح. جبل الرقيم (شرق الأردن): به الكهف الذي نام فيه الفتية 300 عام.

  ط. جبل حراء (مكة ـ السعودية): المكان الذي شهد مولد رسالة الدين الإسلامي الحنيف.

  ي. جبل ثور (مكة ـ السعودية): به الغار الذي لجأ إليه سيدنا محمد وصاحبه أبو بكر.

  ك. جبل أحد (المدينة المنورة ـ السعودية): المكان الذي شهد الغزوة الإسلامية المشهورة، وقد ورد ذكره: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ هَذِهِ طَابَةُ وَهَذَا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ (رواه البخاري، الحديث الرقم 4070).