إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

3- الطبوغرافيا

تتحكم الطبوغرافيا في توزيع الترب، وذلك راجع إلى الاختلاف الموضعي في المناخ Microclimate، وعمليات التكوين Pedogenesis، والعمليات الجيولوجية السطحية، مثل التعرية والرسوب. ومن الصعب عزل تأثير كلِّ عملية عمّا عداها. إن خصائص التربة، تتغير أفقياً، مع التغير الطبوغرافي، لأسباب عدة، من أهمها اتجاه الانحدار، الذي تتكون فيه التربة؛ إذ إنه يؤثر كثيراً في المناخ الموضعي، المؤثر في عمليات تكوّنها. وكذلك شدة الانحدار، التي تتحكم في معدلات الجريان السطحي والتعرية. أما في المناطق المتموجة، فإن خصائص التربة، تتغير، من مكان إلى آخر؛ لأن المناطق المنخفضة، تكون معرضة لتجمع المياه والرواسب، من المناطق المجاورة لها؛ فضلاً عن تعرّضها لارتفاع المياه الجوفية، التي تؤثر تأثيراً كبيراً في عمليات تكوّن التربة.

أ- تأثير اتجاه المنحدر

ينجم عن تغير اتجاه الانحدار تغيرات في المناخ الموضعي أو المحلي Microclimate، والغطاء النباتي؛ ما ينعكس على خصائص التربة وعمليات تكوّنها. ولعل دراسة فيني، وآخرين Finney، في جنوب شرق ولاية أوهايو، في الولايات المتحدة الأمريكية ـ هي من أفضل الأمثلة على تأثير اتجاه الانحدار في خصائص التربة. فقد درس فيني عدة أودية، تتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتتشابه موادها الأصلية، المشتقة من صخور رملية. ولكن مناخاتها المحلية، تتغير تغيراً ملحوظاً، مع اتجاه الانحدار؛ إذ تكون درجة الحرارة، ومداها الحراري السنوي في المنحدرات المواجهة للجنوب الغربي، أعلى منهما في المنحدرات المواجهة للشمال الشرقي. ولكن المنحدرات الأخيرة، تكون أكثر رطوبة من الأولى. ويسفر التغير في درجة الحرارة ورطوبة التربة عن تغير في الغطاء النباتي؛ إذ تسود أشجار البلوط Oak في المنحدرات المواجهة للجنوب الغربي، بينما يسود نبات الرطوبة المعتدلة Mesophytic في المنحدرات المواجهة للشمال الشرقي. وهذا التغاير في المناخ المحلي والغطاء النباتي، أسفر عن اختلافات في التربة، على مستوى تحت الرتب Suborder؛ فيسود المنحدرات المواجهة للشمال الشرقي، التي يزيد انحدارها على 40%، ترب من نوع Ochrepts، المحتوي على أفق A سميك؛ ويطغى نوع Udalfs سميك الأفق A، حيث يقلّ الانحدار عن 40%. أما المنحدرات المواجهة للجنوب الغربي، فتسود فيها تربة من نوع Udalfs، التي يكون الأفق A  فيها رقيقاً.

ويؤثر اتجاه المنحدر كثيراً في توزيع المادة العضوية في التربة وعمقها، ووجود وجود الأفقE  أو عدمه، وحموضة التربة pH، ونسبة القواعد المتبادلة فيها. وترجع الاختلافات في توزيع المادة العضوية، إلى الرطوبة الأعلى، والغطاء النباتي الأكثف، في المنحدرات المواجهة للشمال الشرقي؛ وإلى سرعة تحلل المواد العضوية، في المنحدرات المواجهة للجنوب الغربي؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة؛ إضافة إلى انجرافها مع الجريان السطحي، في المنحدرات الأخيرة. ويغلب وجود الأفق E في ترب المنحدرات المواجهة للجنوب الغربي، لسبب غير معروف. أما أنماط التشبع بالقواعد Base Saturation، والرقم الهيدروجيني pH، فهي موازية للعمق؛ وترجع إلى الاختلاف في الغطاء النباتي.

ب- تأثير شدة الانحدار، وموقعه في المنحدر Catena

لقد أكد العديد من الدراسات، أن الكثير من خصائص التربة، تتأثر تأثراً كبيراً بشدة الانحدار، وموقعه في المنحدر. وعادة، تعطى أجزاء المنحدر أسماء مختلفة، في مثل هذه الدراسات، هي، من الأعلى إلى الأسفل: القمة المستوية، ثم الكتف، أو الجزء المحدب Convex، ثم المنحدر المتراجع Backslope، ثم الجزء المقعر Concave، في أسفل المنحدر، والذي يقسم، بدوره، إلى قسمَين، هما: قاعدة المنحدر Footslope، في الأعلى؛ والطرف الأمامي للمنحدر Toeslope، في الأسفل (انظر شكل التقسيمات الجيومورفولوجية للمنحدر).

ومن أهم خصائص التربة، التي تتأثر بموقعها في المنحدر، احتواؤها على معادن الطين؛ عالية المحتوى من السليكا، في الترب الواقعة في أسفل المنحدر. كما أن معادن الطين، التي تتكون في أسفل منحدر، في إقليم مناخي معين، قد تكون هي السائدة في الترب الواقعة في أعلى منحدر، في إقليم مناخي آخر (انظر شكل تغير نوع معادن الطين).