إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

المنهج الأول: التصنيف السلالي للحيوانات

تنقسم المملكة الحيوانية إلى ثلاث ممالك فرعية Subkindoms (انظر شكل المملكة الحيوانية)، وهي:

ـ مملكة الإسفنجيات الفرعية Parazoa Subkingdom

ـ مملكة الطفيليات الفرعية Mezozoa Subkingdom

ـ مملكة متعددات الخلايا الفرعية Eumetazoa Subkingdom

1. مملكة الإسفنجيات الفرعية

وتعرف باسم المملكة الفرعية للحيوانات الدُنيا بارازوا Parazoa وهي حيوانات عديمة الحركة، متعددة الخلايا. وتشمل شعبة واحدة فقط تُعرف بالثقبيات Parifera أو الإسفنجيات Sponges. وتمتاز بأنها حيوانات مائية أجسامها مثقبة بمسام عديدة ما يسمح بجريان الماء عبر تركيبها الخلوي. وذلك يمكنه من استخلاص غذائها وما تحتاجه من أكسجين من المياه التي تمر عبر أجسامها.

وهذه المخلوقات هي أقل أنواع الحيوانات تعقيداً في تركيبها. وتضم هذه المملكة الفرعية ثلاث طبقات Classes من حيوان الإسفنج، وهناك أربع عوائل Families من أسفنج المياه العذبة.

يفتقر الإسفنج للأنسجة والأعضاء، كما في بقية الحيوانات المعروفة، وعلاوة على ذلك، يبدو أن كل خلية من خلاياه تعمل على حدة باستقلالية عن باقي مكوناته. جسم الإسفنج غير منتظم في شكله، وإن قد يلحظ في بعض الأحيان، الشكل الإشعاعي لبعض الحيوانات الإسفنجية. وبشكل عام، يمكن أن يميز بين ثلاثة أنماط من البناء الشكلي للأسفنج.

أ.  أسكونويد Asconoid وهو أكثر الأشكال بدائية منتظم، أو أنبوبي الشكل، وقد يأخذ الشكل الإشعاعي المنتظم.

ب. سايكونويد Syconoid غير منتظم الشكل، إلى حد ما، متموج السطح الخارجي، به بعض الطيات الخارجية وإن شكله الأساسي إشعاعي.

ج. ليوكونويد Leuconoid شديد عدم الانتظام، وتعظم الطيات في سطحه الخارجي، ومن شدة عدم انتظام شكله لا يمكن تمييز شكل إشعاعي كما في النوعين السابقين.

يتزاوج الإسفنج بطريقة لا تزاوجية Asexual بالبراعم Budding أو بالانقسام Fragmentation. وقد تبقى البراعم متصلة بالحيوان الأم أو تنفصل عنه. وقد يتكاثر الإسفنج تزاوجياً حيث إن الحيوان نفسه ينتج البيوض واللقاح Hermaphrodite. وللإسفنج سواء في المياه العذبة أو في البحار القدرة على مقاومة التغيرات مثل انخفاض درجة الحرارة أو حتى الجفاف (في إسفنج المياه العذبة) الذي يحيط نفسه بغشاء صلب في حال الجفاف، لكي يظهر حيواناً جديداً في موسم لاحق. قد يتمتع الإسفنج في مرحلة من مراحل حياته Larvae بالقدرة على السباحة في الماء بحرية بواسطة بعض الزوائد السوطية، ولكن لفترة قصيرة فقط، لا يلبث بعدها أن يستقر وينمو حيوان الإسفنج الصغير.

أ.  رتب الإسفنج

يقسم العلماء الإسفنجيات إلى ثلاث رتب (انظر شكل رتب شعبة الإسفنجيات)، هي: رتبة الإسفنج الكلسي، ورتبة الإسفنج الزجاجي، ورتبة الإسفنج الشائع.

(1) رتبة الإسفنج الكلسي Clax Calcarea (Calcareous Sponges)

ويُعرف الإسفنج من هذه الرتبة بهذا الاسم لان له هيكل من كربونات الكالسيوم Calcium carbonate ما يجعل بناء هذا الحيوان الخارجي قاسياً. ولكن الحيوانات من هذه الرتبة الصغيرة الحجم لا تنمو كثيراً ولا يتعدى ارتفاعها بضعة سنتيمترات. ومنظرها باهت على الرغم من أن بعض أنواع يمتاز بألوان زاهية. والأنواع في هذه الرتبة قد تأخذ جميع أنماط البناء الشكلي الثلاثة، للإسنفج المذكورة أعلاه. يتجاوز عدد الأنواع المعروفة في هذه الرتبة 150 ألف نوع معظمها في البحار الضحلة.

(2) رتبة الإسفنجيات الزجاجية Class Hexactinellida (Glass Sponges)

خلافاً للإسفنج العكسي، فإن هذا الحيوان من مخلوقات البحار العميقة. ولا تمتع بغطاء جليد، ولكن هيكلها عبارة عن أشواك من السليكا Spicules of Silica. لون الأنواع في هذه الرتبة في الغالب باهت ولكن حجمها كبيرة؛ وتأخذ شكل الكوب أو السلة المغطاة بشبك من الأشواك. وعندما يزال الجزء الإسفنجي الحي منها يبقى الهيكل الشوكي مشبهاً في مظهره الزجاج الليفي المغزول Spun glass. يراوح نمط المظهر الخارجي للأنواع في هذه الرتبة بين نمط سايكونويد، ونمط ليوكونويد.

(3) رتبة الإسفنج الشائع Class Demospongiae (Demosponges)

معظم الإسفنج يتبع لهذه الرتبة، وتراوح الأنواع في هذه الرتبة في الحجم من الصغير إلى الضخم غير منتظم الشكل. لذلك كلها تأخذ نمط الشكل الخارجي المسمى ليوكونويد. معظم الأنواع ألوانها زاهية. وفي هذه الرتبة تقع إحدى عائلات إسفنج المياه العذبة Family spongillidae التي يميل لونها للإخضرار، بسبب نمو بعض الطحالب المتطفلة عليها. ويتبع لهذه الرتبة أيضاً نوع الإسفنج الشائع الاستخدام للاستحمام (Bath sponges) Hippospongia، ومعظم أنواع الإسفنج المستخدمة تجارياً تتبع لهذه الرتبة مثل نوع Spongia officinalis. كذلك يتبع لهذه الرتبة النوع الغريب من الإسفنج المسمى الصَّبَّاب Boring sponges وهو قابل للانصباب في الفتحات والشقوق الصخرية في قاع البحر.

2. مملكة الطفيليات الفرعية

وتشمل طفيليات مائية بسيطة التركيب يطلق عليها أحياناً ميزوزوا Mezozoa، وتضم شعبة واحدة فقط يطلق عليها نفس الاسم ميزوزوا (انظر شكل المملكة الحيوانية). وحيوانات الميزاوزوا طفيلية بسيطة تشبه الديدان وعدد خلاياها محدود، إذ يراوح بين 20 إلى 30 خلية، منها خلايا تكاثرية وخلايا سوطية، وضعت هذه الحيوانات في مملكة فرعية مستقلة لاختلافها البيّن عن بقية الحيوانات في المملكة الحيوانية.

3. مملكة متعددات الخلايا الفرعية

وتشمل جميع الحيوانات في المملكة الحيوانية التي لا تشملهما الفرعين الآخرين للمملكة الحيوانية، وهما: الثقيبات والطفيليات الشبيهة بالديدان. وتمتاز  حيوانات هذه المملكة الفرعية بأن لها جهاز هضمي، وأنها متعددة الخلايا. وتضم هذه المملكة الفرعية عدداً كبيراً من الشعب للحيوانات اللافقارية وهي التي ليس لها حبل ظهري، كما تضم شعبة الحبليات. ونظراً للتنوع الكبير للحيوانات داخل هذه المملكة الفرعية، فقد لجأ العلماء إلى تسمية شعب عليا Superphylum، وتحت شعب Subphylum وكذلك في الرتبة Classes، والعوائل Families لتسهيل التمييز بين التفرعيات المختلفة.

وبشكل عام لا تخرج الحيوانات متعددة الخلايا عن أن تنضوي تحت إحدى الشعب العليا الثلاث الآتية (انظر شكل متعددات الخلايا):

أ. شعبة عليا الحبليات.

ب. شعبة عليا شبه الحبليات.

أ. شعبة عليا الحبليات Super Phylum Chordate

وتضم جميع الحيوانات التي لها حبل ظهري Notochard، أو عمود ظهري مقوي لبناء هيكلها الجسماني Dorsal stiffening rod في أي مرحلة من مراحل نموها. لذلك فإن من الحبليات فقاريات Vertebrate، وهي التي لها عمود فقري صلب يقوم عليها بنائها الجسماني، وغلى جانب ذلك أيضاً تضم هذه الشعبة حيوانات جبلية لافقارية معظمها حيوانات بحرية.

وهناك ثلاث خصائص تشترك فيها جميع الحبليات، وتظهر خاصة في مراحل نموها الأولية، وهي:

ـ الحبل الظهري.

ـ الحبل الشوكي Spinal cond

ـ الحلق Gill Slits (Throat)

وبالإضافة إلى ذلك كل الحيوانات لها دم Blood في أوعية دموية Blood vessels، وبعضها لها قلب يضخ الدم مثل الفقاريات والزِّقيات. وكلها لها زائدة على شكل ذيل في نهاية حبلها الظهري.

ويمكن أن نميز في هذه الشعبة العليا، شعبتين فرعيتين من الحيوانات هما:

(1) شعبة فرعية حبليات فقارية Subphylum vertebrate

(2) شعبة فرعية حبليات لافقارية Subphylum Invertebrate

(1) شعبة فرعية حبليات فقارية

معظم الحبليات تقع في هذه الشعبة، وتضم جميع الحيوانات التي لها عمود فقري في الظهر Backbone or spinal column قد يكون ثابتاً لا يهتز، أو عبارة عن سلسلة من الخرزات العظمية في الظهر التي يقوم عليها بناء المخلوق الجسماني، يحمي العمود الفقري للفقاريات الحبل الشوكي العصبي، كما أنه يشكل المحور الرئيسي لبناء هيكل الجسم العظمي. والهيكل العظمي يعطي الجسم قوة وصلابة، ويحمي بعض أعضائه كما في القفص الصدري، والدماغ، كما تنمو العضلات حول العظام وتشد أطرافها إليها. لذا، فإن المادة العظمية مادة مميزة للحيوانات الفقارية عن غيرها. وتضم هذه الشعبة أكثر من 45 ألف نوع من الحيوانات، ويطلق عليها الحيوانات الفقارية Vertebrates نسبة إلى شعبة الفقاريات Vertebrata الفرعية من شعبة الحبليات في المملكة الحيوانية.

وتضم هذه الشعبة الفرعية خمسة أصناف من الحيوانات (انظر شكل أصناف الحبليات)، هي: الأسماك Fishes، والبرمائيات Amphibians، والزواحف reptiles، والطيور birds، والثدييات Mammals.

ومن العلماء من يقسمها إلى ستة أصناف، فيفرق بين الأسماك مستديرات الفم Cyclostomata أو كما تسمى أحياناً عديمات الفك Jawless، والأسماك الحقيقية Pisces. ومن العلماء من يقسمها إلى ثمانية أصناف منها أربعة أصناف مائية ويجمعها في صنف أعلى واحد يطلق عليه الأسماك superclass fish، والأربع الباقية برية أو شبه برية (برمائيات) ويجمعها صنف علوي Superclass، يطلق عليها Tetrapoda أو رباعيات الأرجل.

يعيش كل أصناف الأسماك class fish في الماء، وتستخلص الأكسجين من الماء بخياشيم داخلية خاصة، يمر خلالها الماء، عندما تتنفسه، وقد يكون لبعضها رئتين للمساعدة في استنشاق الهواء. وتنتقل في الماء من مكان إلى آخر بتحريك الجسم والذيل، وكلها لها زعانف Fins. وبالمقابل تتنفس رباعيات الأرجل الهواء من الغلاف الغازي مباشرة إلى الرئتين. وليس لها زعانف باستثناء البرمائيات في المراحل الأولى من عمرها. وباستثناء بعض الحالات الخاصة كما في الأفاعي، مثلاً، فكلها منها زوجين من الأطراف تستخدمها في الحركة. والأسماك من ذوات الدم البارد (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات).

(أ) صنف أقانثا (عديمات الفك من الأسماك) Class Agantha

تُعد عديمات الفك من الأسماك Jawless fishes أقدم أنواع الفقاريات المعروفة على الأرض. وتسمى أحياناً مستديرات الفم. والمعروف منها نحو عشرة أنواع. ومن الأسماك الصنف المنقرض الذي يطلق عليه بالكوديرم Placodemi ويقال إنها كانت أول  المخلوقات ذوات الفك على الأرض. ومن الأسماك أيضاً صنف كوندريتشثيز Class Condrichthyes ومنها أسماك القرش Sharks، والشعاعيات أو المجنجات Rays وهذه لها فك قوي ولها أسنان حادة، وبناؤها الجسمي قوي وإن كانت أسنانها العليا ليست متصلة بالجمجمة. كما أن ذيلها أطول في الجهة العليا منه. لأسماك القرش القدرة على التلقيح الداخلي وتضع بيوضاً كبيرة.

ومن أصناف الأسماك صنف أوستيكثيز Class Osteichthyes وتُعد الأسماك ذوات العظام من هذا الصنف Bony fish هي الصنف السائد. وهي تمتاز بهيكل عظمي، ورئتين وكيس الهواء المساعد على الطفو.

(ب) صنف البرمائيات Class Amphibia

يطلق اسم البرمائيات Amphibians على الحيوانات التي مكنها التحرك والعيش على اليابس، وفي الماء، على حدٍ سواء. فهي حيوانات قارية جزئياً، وهي من ذوات الدم البارد (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات). وتتكاثر بالبيوض التي تلقح خارجياً، بعد وضعها في الماء. ويمر المخلوق بمراحل نموه الأولى في الماء قبل أن يصبح قادراً على التحرك نحو اليابس، في الغالب. جلود هذا الصنف من الحيوانات منفذة للماء، لذا تحتاج إلى العيش في بيئة رطبة. الكثير منها يتنفس عبر الرئة، وبعضها قادر على التنفس عبر مسام الجلد. يوجد حالياً ثلاث مجموعات فقط من البرمائيات، هي:

ـ السمندل Calamauder

وهي تشبه الحرباءات في شكلها إلا أن ذيلها في الغالب مفلطح، وعريض قرب نهايته (انظر صورة حيوان السمندل (برمائي))، وجلدها يمتاز بالنعومة. ولها أربع قوائم صغيرة تساعدها على الحركة ولكنها تتحرك باستخدام جذعها على نحو شبيه بتحرك الأسماك في الماء (انظر صورة السمندل النمر). قد تأخذ بعضها ألواناً زاهية (انظر صورة السمندل بألوان زاهية)، وفي بعضها قد تصغر القوائم بشكل ملفت فتصبح شبيهة بالأصابع ويسمى السمندل والأصبع (انظر صورة السمندل ذو الإصبع). وتُعد حيوانات السمندل أقدم الفقاريات البرمائية. وتعود أقدم حفرياتها إلى 150 مليون  سنة قبل اليوم. ويبلغ عدد الأنواع المعروفة منها اليوم ما يربو على 380 نوع تتوزع على 10 عائلات.

ويمتاز هذا الحيوان بخموله أثناء النهار، وهو لا يصدر أصواتاً، لذلك لا يسترعي انتباه الإنسان حتى في الأماكن التي يتكاثر فيها. وتروى الكثير من الأساطير عن هذا الحيوان بأنه قادر على تحمل النار، وأنه يستطيع السير على الجمر، وجاء اسمه من الكلمة الإغريقية التي تعني حرباء النار Fire-Lizard وتنتشر هذه الحيوانات حول العالم حتى في المرتفعات التي يصل ارتفاعها إلى 4000 متر. وهي توجد في الأمريكتين وفي أمريكا الوسطى، كما توجد في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. وهي تعيش في المناطق الرطبة في الغابات تحت الأوراق الساقطة والرواسب الأرضية. وبعضها على هوامش الأنهار والبحيرات، وبعضها يعيش في الماء في الأنهار وفي  بحيرات الكهوف.

ـ الضفادع والعلاجيم (ضفادع الطين) Frogs and Toads

ولئن كانت الضفادع Frogs من البرمائيات المألوفة لدى معظم الناس، فإن العلاجيم Toads مثلها وقد تسميها ضفادع لأن الفارق بينهما غير واضح تماماً. فهي لا تختلف عن الضفادع إلا في كونها خشنة الملمس نسبياً مقارنة بالضفادع. وأن أرجلها أقصر من أرجل الضفادع، لأنها تعيش في المناطق الأقل رطوبة (انظر صورة الضفدع والعلجوم) وهذه الحيوانات حيية تحب الاختباء في النهار في المناطق الرطبة المعتمة، ثم تخرج في الليل بحثاً عن غذائها من الحشرات، والديدان، وغيرها من الفقاريات الصغيرة. ولون جلدها في الغالب بني إلى رمادي خاصة العلاجيم، وإن بعضها خاصة من الضفادع قد تكون منقطة أو لها ألوان زاهية. لها يدان قصيرتان ورجلان طويلتان تستخدمهما في القفز وهي عديم الذيل. تجمع الضفادع والعلاجيم في مجموعة واحدة يطلق عليها أنيورانز Anurans.

تكثر أنواع هذه الحيوانات في المناطق المدارية الرطبة بشكل خاص وإن كانت توجد في كل أنحاء العالم، عدا القارة المتجمدة الجنوبية إنتاركتيكا. ويتجاوز عدد الأنواع المعروفة من الضفادع والعلاجيم 4 آلاف نوع. ولا زالت الكثير من الأنواع تكتشف تباعاً بالتوغل في الغابات الاستوائية واستكشافها. ومنها أنواع سامة (انظر صورة الضفدعة السامة).

تبدأ دورة حياتها بالبيوض التي تفقس ليخرج منها حيوان صغير شبيه بالأسماك الصغيرة، ينمو لكي يتحول مع الوقت إلى ضفدع بشكله المألوف. ولكنب بعض أنواعها لا تمر بالمرحلة الثانية الشبيهة بالسمكة، بل تفقس البيوض ليخرج منها ضفادع صغيرة مكتملة الشكل. تضع الضفادع عدداً كبيراً من البيوض قد يصل إلى 10 آلاف بيضة. وهذه البيوض تكون محاطة بسائل بلازمي غليظ يحميها من الأعداء وتحميها أيضاً من الجفاف. وفي النوع من العلاجيم المعروف باسم نصف الزوجة Half-wife Toads، يقوم الذكر في مرحلة من المراحل بالعناية بالبيوض بحملها معه. وعلى العموم في الحالات والأنواع التي تمضي فيها البيوض بشيء من العناية تكون أعداء البيوض قليلة.

ـ كايسيليان Caecilians

هذه الحيوانات شديدة الشبه بديدان التربة إلا أنها تمتع بعمود فقري. ويه تقضي وقتها مدفونة تحت السطح في الترب الرطبة الناعمة ولا تظهر على السطح إلا عندما تجرف الأمطار التربة. ويعطيها العمود الفقري قوة في حفر التربة، والترك داخلها. تعيش هذه الحيوانات في العروض المدارية الدفيئة في أمريكا الوسطى والجنوبية، وجنوب آسيا في الملايو وفي الفلبين وفي جزر سيشل وبعض جهات إفريقيا. تعيش معظم أنواعها في الترب الرطبة عدا عائلة واحدة تعيش في الأنهار والينابيع (انظر صورة ديدان كايسيليان).

يبلغ عدد الأنواع المعروفة مها 163 نوع فقط. ولكن هذه الأنواع تتفاوت في حجمها تفاوتاً كبيراً. فأكبر فرد معروف منها يصل طوله إلى 150 سنتيمتراً وأصغرها لا يتعدى طوله 7 سنتيمترات. تتغذى هذه الحيوانات على الحشرات تحت سطح التربة مثل الديدان والخنافس.

(ج) صنف الزواحف Class Reptilia

حيوانات برية لها جلد جاف خشن الملمس جداً. تعود أقدم حفرياتها إلى العصر الكربوني Carboniferous تضع الزواحف بيوضها على اليابس حتى تلك التي عادة للحياة المائية مثل السلاحف Turtles والأفاعي المائية Water snakes. وكل الزواحف تتنفس الهواء من الغلاف الغازي مباشرة في كل مراحل حياتها. أشهر أنواع الزواحف وأكثرها انتشاراً السلاحف، والحرباوات Lizards والأفاعي Snakes، والتماسيح Crocodiles and alligators.

تشير الحفريات والآثار الجيولوجية إلى أن الزواحف قد كثرت وسادت على سطح الأرض خلال العصر الميزوزوي Mesozoic Era وكثرت أنواعها وأعدادها. ومنها الزواحف الديناصورية، التي كانت أكبر الحيوانات على اليابس، وكان طولها يراوح بين مترين إلى 27 متراً. وكان من الزواحف ما يطير ومنها زواحف مائية. ولكن سيادة الثدييات فيما بعد أدت إلى تناقص الزواحف، وانقراض بعض أنواعها. والزواحف حيوانات فقارية، تعيش على اليابس، ومنها ما يمكن أن يمضي دورة حياته كاملة بعيداً عن المياه (الصورة الرقم 3ج). وتتكاثر بالبيض وبيوضها قارة على مقاومة الجفاف، ولبيوضها قشرة مسامية صلبة، وتمتاز بصفارها الكبير المحاط بسائل زلالي.

أكثر مجموعة الزواحف الموجود اليوم على الأرض قوة وانتشاراً هي الأفاعي (انظر صورة الكوبرا الصحراوية)، والحرباوات (انظر صورة الحرباء). وتعد الزواحف ومثلها الأسماك والبرمائيات من ذوات الدم البارد (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات).

تنتشر الزواحف بجلدها الخشن الجاف عديم المسام والذي لا تغطيه شعر ولا ريش، في كل أجزاء العالم تقريباً، بما في ذلك معظم المحيطات. فهي توجد في قيعان البحيرات وفي مناطق الأشجار والغابات. ولكن انتشارها يعظم ويسود في المناطق المدارية والصحراوية إذ تكثر في هذه المناطق أنواعها وأعدادها. وقد أدى كونها من ذوات الدم البارد إلى الحد من فرص وجودها في المناطق المتجمدة، فلا وجود لها في القارة القطبية الجنوبية إنتاركتيكا، ولا في البحار المتجمدة حول القطب الشمالي، وإن كانت أعداد قليلة منها قد توجد داخل حدود الدائرة القطبية.

يبلغ عدد الأنواع المعروفة من الزواحف الموجودة على الأرض اليوم قرابة 7 آلاف نوع، وكل هذه الأنواع تعود لواحدة من المجموعات الأربع الكبرى من الزواحف وهي السلاحف والحرباوات والحرباوات الدودية، والأفاعي والتماسيح.

ـ السلاحف Turtles

كل الزواحف التي لها غلاف قاسي تحتمي به تسمى سلاحف (انظر صورة السلحفاة). والمعروف منها اليوم قرابة 250 نوع. وتراوح في حجمها من السلاحف الصغيرة الحجم، التي لا يتجاوز طولها 11 سنتيمتراً إلى السلاحف الضخمة التي قد يبلغ وزنها 900 كيلوجرام، ويصل طولها إلى 2.5 متر.

تمتاز السلاحف التي تعيش على اليابس كلياً أو جزئياً بأن غلافها الواقي صلب وثقيل، في حين يكون غلاف السلاحف التي تقضي معظم وقتها في الماء أخف وأكثر نعومة. هذه الحيوانات تتكاثر بالبيض، فتدفن بيوضها في رمال الشاطئ وفور فقسها تتجه الصغار نحو الماء.

ـ الحرباوات Lizands

إن الحرباوات هي أكثر الزواحف تنوعاً وانتشاراً وسيادة على الأرض (انظر صورة الحرباء). ويبلغ عدد الأنواع المعروفة منها أكثر من 4300 نوع، إضافة إلى 152 نوع من الحرباوات الشبيهة بالديدان. تمتاز الحرباوات التقليدية بجسمها الأسطواني المستطيل، وذيلها الطويل المدبب، ويديها القصيرتين، ورجليها الأطول قليلاً. وبعض أنواع الحرباوات الشبيهة بالديدان قد لا يكون لها أطراف على الإطلاق أو قد تكون أطرافها متناهية الصغر. لا يتجاوز طول الحرباوات في المتوسط 10ـ20 سنتيمتر، ولكن هناك أنواع ضخمة قد يصل طولها إلى 3 أمتار.

تعيش الحرباوات في الأشجار والأحراج الشجرية، أو في المناطق الصخرية، وتتغذى الكبيرة منها على الفقاريات الأخرى، وبعض أنواعها نباتية.

الحرباوات الشبيهة بالديدان Warm Lizrads ليس لها أطراف وإن كان لبعض أنواعها أيدٍ أمامية صغيرة، وذيلها قصير وتبدو على شكل دودة أسطوانية الجسم. تقضي معظم حياتها تحت السطح.

ـ الأفاعي Snakes

أقرب الزواحف للحرباوات هي الأفاعي (انظر صورة أفعى صحراوية). ويبلغ عدد الأنواع المعروفة منها 2500 نوع. وهذه الزواحف عديمة الأطراف تتحرك بتموج جذوعها. يراوح طول الأنواع الشائعة منها بين 25 و150 سنتيمتراً. ولكن بعضها قد يكون أصغر أو أكبر من هذا المدى. وأكبر نوع معروف من الأفاعي هي الأناكوندا من أمريكا الجنوبية، والذي قد يتجاوز طوله 10 أمتار، وقد يصل وزنه إلى 250 كيلوجرام.

توجد الأفاعي تقريباً في كل أنحاء العالم، وفي كل البيئات من الغابات إلى المناطق الصخرية، إلى مناطق الحشائش إلى المناطق الرطبة، وحتى في الصحاري الجافة الحارة؛ ولكن لأنها من ذوات الدم البارد فهي لا توجد في القارة المتجمدة الجنوبية إنتاركتيكا، ثم إنها تلجأ للبيات الشتوي في بعض البيئات لتجنب معظم برودة فصل الشتاء.

معظم أنواع الأفاعي غير ضارة بالإنسان، ولكن منها ثلاث عائلات سامة ولها أنياب خاصة يدفع السم في جسم عدوها. وبعض أنيابها طويلة جداً بحيث تنطوي داخل الفم عند إغلاقه، وبعضها أنيابها قصيرة تظل قائمة داخل الفم حتى عند إغلاقه.

ـ التماسيح Crocodilians

وهي زواحف تضم أنواعاً عدة، وتختلف اختلافات بسيطة في مظهرها الخارجي، ولكن طولها في الغالب يراوح بين 2 و4 أمتار، وإن كان بعضها قد يتجاوز هذا الطول كثيراً. فقد يصل طول بعض تماسيح المياه المالحة إلى 10 أمتار، ويبلغ وزنها 1000 كيلو جرام (انظر صورة التماسيح).

تعيش التماسيح في المناطق الدفيئة من العالم وتشمل التمساحيات أنواعاً عدة، قد يطلق عليها التماسيح أو اليقاتورز Alligators، أو كايمانز Caimans أو قافيلاز Gavilas. وبينها فوارق بسيطة في الشكل الخارجي لا تتعدى زعانف إضافية على الظهر أو الرأس أو فك طويل مستدمة كما في تماسيح القافيلاز. تقضي هذه الزواحف معظم وقتها في الماء، وتسبح تحت سطح الماء مباشرية مبقية خياشيمها وعينيها فوق سطح الماء.

مثل بقية الفقاريات، تتمتع الزواحف، إضافة إلى عمودها الفقري بجهاز عصبي مركزي، ودماغ، ورئتين في معظم الأحوال. معظم الزواحف قادرة على إعادة استخدام السوائل التي تستخلصها الكلى من الجسم مرة أخرى، قبل التبول. يقلل جلدها الجاف عديم المسام من فرص فقدها للسوائل، إضافة إلى خشونته التي تحميها من الأعداء. لها قلب يضخ الدم إلى أجزاء الجسم ولكنه بثلاث خلوات فقط.

تحافظ الزواحف على درجة حرارة جسمها قريبة من درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه، خاصة الزواحف التي تعيش على اليابس. ولأنها من ذوات الدم البارد، فمعظم تصرفاتها اليومية موجهة للحفاظ على درجة حرارة جسمها قريبة من درجة حرارة البيئة المحيطة بها. لذلك، تشمس الزواحف أجسامها في الصباح لرفع درجة حرارتها ويمدها بالطاقة الكافية للتحرك، وربما غيرت لون جلدها للأغمق لاكتساب مزيد من الطاقة. وفي حالة ارتفاع حرارة الرأس والدماغ قبل حصول الجسم على كفايته من الحرارة فإن هذه الزواحف تلجأ لفتح أفواها لتبريد الرأس بتبخير بعض الرطوبة من الفم، وهذا شائع لدى الضب في الصحراء والتمساح وغيرها. وتلجأ الزواحف في الغالب للبيات الشتوي لتجنب انخفاض درجة الحرارة في الشتاء. فتقضي فترة الشتاء في جحورها تحت الأرض (انظر شكل الزواحف الصحراوية).

تميل الزواحف للهرب من أعدائها والاختباء تحت الأرض في الغالب. ولكنها عندما تحصر فإنها قد تعض وقد تنفخ نفسها لتبدو أكبر حجماً وأقوى مما هي عليه أمام عدوها. وعند حاجتها للغذاء تميل لاقتناص فريستها اقتناصاً خاص في حالة الزواحف غير النباتية Carnivorous reptiles فمنها ما يعيش على الحشرات مثل بعض أنواع الحرباوات، ومنها ما يتغذى على الفقاريات الأخرى، كالأفاعي التي تتغذى على الطيور، والفئران وعلى بيوض الزواحف الأخرى. وتتغذى الزواحف النباتية Herbirorous reptiles على أوراق الأشجار وثمارها وبذورها.