إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

المنهج الثاني في تصنيف الحيوانات: التصنيف البيئي

تختلف التصنيفات الحيوانية فيما بينها اختلافاً كبيراً، حسب هدف التصنيف وطبيعته. وقد أدى تفاقم المشكلات البيئية في الوقت الحاضر إلى زيادة الاهتمام بدراسة البيئات المختلفة وتفاعل الأحياء فيها سواء المنتجة بنفسها (ذاتية التغذية9 auto trophic أو عضوية التغذية سواء منها النباتية Herbivores أو اللاحمة Carnivores.

وللحيوان أهمية كبيرة في السلاسل الغذائية، والعلاقات المتبادلة بين الأحياء في البيئات المختلفة. لذلك، حظيت دراساتها باهتمام كبير في الآونة الأخيرة خاصة تلك الدراسات التي تنصب على دراسة توزيعاتها المكانية وما طرأ عليها من تغيرات.

ويمكن التفريق بين الحيوانات بطرق كثيرة جداً، فإلى جانب الأساليب السابقة الذكر، في الفصل السابق، التي تقوم على التفريق بين أنواع الحيوانات وتصنيفها على أساس خصائصها الجسمانية وانتماءاتها السلالية مثل وحيدات الخلية، ومتعددات الخلايا، والحبليات، واللاحبليات، والفقاريات واللافقاريات، أو حتى ذوات الدم البارد وذوات الدم الحار، فإن التصنيف البيئي للحيوانات يمكن أن ينطلق من عدة منطلقات. فمثلاً، يمكن تصنيف الحيوانات إلى حيوانات برية Terrestrial animals وحيوانات مائية Aquatic animals.

ويمكن التفريق بين الحيوانات حسب الأقاليم أو النطاقات التي تعيش وتنتشر فيها، وخاصة على اليابس. وذلك لأن حيوانات اليابس تتأثر تأثراً مباشراً بالمناخ والظروف البيئية المحيطة وبشكل كبير. فعلى الرغم من توفر الأكسجين إلا أن توفر الظروف الحرارية الملائمة وتوفر الماء والغذاء، إضافة إلى المنافسة والافتراس من قبل الحيوانات الأخرى، تحكم انتشارها على الأرض. فيمكن التفريق بين حيوانات العروض المدارية الرطبة، وحيوانات الصحاري الحارة، وحيوانات الأقاليم المعتدلة، مثلاً.

وعلى الرغم مما يلاحظ من تجمع الأنواع الحيوانية وتلازمها، فإن عالم الحيوان لا يعرف تلك التجمعات التي سبقت دراستها في النباتات لأن الحيوانات أقل خضوعاً لبيئاتها من النبات، ولأن ما يتمتع به من قدرة على الحركة أكبر من النباتات، وما يتبع ذلك من قدرتها على الانتشار السريع بين بيئتها الأصلية، فضلاً عن انتشار الأشكال الحيوانية الأكبر على مدى متسع من الظروف المناخية. أما الحيوانات التي تتميز بقدرة أكبر على السفر كالطيور فتستطيع الذهاب أنى شاءت ويهاجر عدد كبير منها مع بدايات فصول السنة، كما تهاجر بعض الحيوانات في فصول معينة مثل الكاريبو في كندا الشمالية وبعض الأسماك كالسالمون.

ويعوق انتشار بعض الحيوانات الحواجز الجغرافية الطبيعية كالبحار والعقبات المائية الأخرى، والصحاري والسلاسل الجبلية والغابات والمستنقعات، وذلك على الرغم من قدرة عدد كبير من الحيوانات على السباحة وعبور الأنهار. كذلك تؤدي العزلة الطبيعية إلى الحد من انتقال الحيوانات ووجود أنواع متميزة منها، مثل تلك الموجودة في أستراليا. وتساهم طول الفترة الجيولوجية التي انعزلت فيها الحيوانات إلى جانب العزلة الطبيعية في تفرد الحياة الحيوانية لأي إقليم ونقائها!!

ومن الحقائق المعروفة أن الحيوانات لا توج على سطح الأرض في المناطق الدائمة التجمد، أو حيث قد تتجاوز درجات الحرارة 55ْ درجة مئوية، أو حيث لا يتوفر الماء.

1. الحيوانات المائية

يعتقد العلماء أن تجانس الوسط المائي، واتصال المسطحات المائية البحرية، على سطح الأرض، قد أدى إلى تجانس المخلوقات البحرية التي تعيش في البحار والمحيطات. كما أن السعة الحرارية العالية للماء، والتي تجعل التغيرات في درجة حرارة المياه قليلة مقارنة بنظيراتها على اليابس سواء على المدى اليومي أو الفصلي، أو السنوي، أو حتى على المدى الطويل قادت إلى القول بأن المخلوقات البحرية لم تتعرض لتغيرات حادة في درجات الحرارة، واستمتعت ببيئة مستقرة ومتجانسة منذ وقت طويل. وتوجد في البحار لذلك بعض من أكثر أشكال الحياة بدائية على الأرض. ولذلك توجد أكثر أشكال الحياة البحرية تنوعاً قرب اليابس على الشواطئ والسواحل (انظر صورة مظاهر الحياة القاعية). وأغنى هذه المناطق دائماً هي مناطق الشعاب المرجانية Coral Raefs التي تبنيها مخلوقات المرجان القطرية اللافقارية. وسبب ازدهار الحياة في هذه الشعب المرجانية هي أنها تؤمن مأوى للكانسات من سرطان البحر Crabs والروبيان Shrimp كما تؤمن مخبئاً للمفترسات مثل الأخطبوط Octopuses. لذلك، فإن أكثر  من نصف أنواع الأسماك المعروفة في العالم تعيش وتتكاثر في مناطق الشعاب المرجانية.

وتعيش في المناطق الشاطئية ومناطق الشعاب المرجانية حيوانات عديمة الحركة Sessile مثل الإسفنجيات Sponges والرخويات Mollusks، إلى جانب المرجان نفسه. وكلها تقضي الجزء الأول من حياتها على شكل يرقات Larva يدفعها الماء معه قبل أن تلتصق بالصخور وتتغير شكلها. ومن السهل على هذه المخلوقات أن تتغذى بالمواد الغذائية التي يدفعها الماء إليها وهي ثابتة في مكانها.

ولكن لعمق الماء أثر واضح على نوع الأحياء وحجمها، فالطبقة السطحية تعيش فيها مخلوقات دقيقة تتغذى عليها مخلوقات أخرى أكبر منها. ولكن زيادة العمق في المحيطات يصاحبها زيادة في ضغط الماء ودرجة حرارة القاع إلى 3.5ْ مئوية. ولكن الحيوانات البحرية تنتشر في كل الطبقات فوقها.

2. الفاونا الحيوانية على اليابس

إن تقسيم حيوانات اليابسة إلى مجموعات صغرى، يتبع التقسيم النباتي على اليابسة، وهذا التقسيم يعتمد بالتالي على عوامل جغرافية طبيعية كدرجة الحرارة وكمية الأمطار ونوع التربة وغير ذلك. وتختلف أنواع البيئات على اليابسة، فمنها المناطق الجرداء كالكثبان الرملية والصخور الناتئة والمناطق المغطاة بالجليد والثلاجات والمناطق القطبية الشمالية والجنوبية وقمم الجبال العالية. ومنها مناطق فقيرة النبات كالصحاري الحارة والجهات المتوسطة من الجبال العالية، والمرتفعات وجهات البراري والسهوب والأراضي العشبية. ومنها أيضاً مناطق ذات أشجار صغيرة وأدغال شائكة وغابات كثيفة. وتقسم كل من هذه المناطق أيضاً إلى أقسام أصغر كما تقسم أيضاً بشكل طبقي إلى طبقة جوية وطبقة تشمل النباتات الطويلة، وثالثة تشمل النباتات القصيرة ورابعة تشمل سطح الأرض وأخيرة تشمل الطبقة التي تحت سطح الأرض.

وتعيش الحيوانات ضمن هذه البيئات على شكل جماعات يطلق على كل مجموعة تقطن منطقة معينة اسم فونا Funa فهناك فونا المحيطات، وفونا المياه العذبة، وفونا اليابسة. وتدل الدراسات أن الظروف التي تتعرض لها فونا اليابسة شديدة وقاسية على الرغم من وفرة الأكسجين. وأخطر ما تتعرض له الحيوانات البرية هو فقدان الماء، ولذلك فهي إما أن تعيش في مناطق رطبة، وإما أن يكون لها غطاء يحميها ضد تبخر الماء من أجسامها كالحراشف عند الزواحف والريش عند الطيور والشعر أو الفراء عند الثدييات، وقد تكون أجسام بعض الحيوانات الأرضية مغطاة بطبقة خارجية سمكية كالكيتين  الذي يغطي أجسام الحشرات.

ولابد لحيوانات اليابسة أيضاً أن تكون مهيأة لتحمل مدى أوسع لدرجات الحرارة، لأنها كثيرة التغير على اليابسة وبعضها مثل الطيور والثدييات ذوات الدم الحار (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات)، يملك وسائل المحافظة على ثبات درجة حرارة أجسامها، ويتفادى بعضها الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة بالدخول في سبات شتوي والبعض منها يتجنب التعرض للحرارة المرتفعة بالدخول في سبات صيفي أثناء فصل القيظ. ومما يلاحظ من أثر للبيئة على أجسام حيواناتها أن البيئة المائية كان لها دورها في سهولة انتقال حيواناتها من مكان إلى آخر. أما حيوانات اليابسة فهي على العكس من ذلك، تحتاج لأجسام قوية وبنية متماسكة ومثل هذه الأجسام القوية تمكنها من القيام بأنواع من الحركة يتعذر القيام بها على كثير من الحيوانات المائية كالمشي والجري والقفز والطيران، ومع أن حيوانات اليابسة تتمثل في أنواع ومجموعات أقل من حيوانات الماء إلا أنها أكثر تنوعاً من حيث تجمعاتها الحيوانية وضروب تكيفها للبيئات المختلفة.