إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الأول: الجغرافيا الطبيعية

ح. الأقسام الرئيسية لقاع المحيط

إن قاع المحيط متغير، وغير منتظم؛ مثله في ذلك مثل سطح الأرض. وأكثر الظاهرات لفتاً للانتباه، هي حروف منتصف المحيطات؛ والانكسارات المتعددة، الممتدة من الشرق إلى الغرب؛ والأخاديد العميقة الضيقة، على هوامش المحيطات.

أقرب جزء إلى القارات هو الرف القاري  Continental Shelf، الذي يبلغ معدل عرضه 65كم. تنحدر، هذه المنطقة الضحلة، التي لا يتعدى معدل عمقها 130م، ببطء نحو البحر؛ وتشبه إلى حد بعيد اليابس المجاور؛ فأينما تكن المناطق الساحلية خشنة، مثلاً، يكن الرف القاري خشناً.

يزداد عمق المحيط في الاتجاه نحو الداخل، فوق ما يسمى المنحدر القاري Continental Slope. وعلامة نهاية الرف القاري وبداية المنحدر القاري، زيادة في الانحدار (انظر شكل ارتفاعات القشرة الأرضية وانخفاضاتها)، تحدث، عادة، على عمق 130م. والرف القاري، والمنحدر القاري، يشار إليهما، عادة، بالهامش القاري Continental Margin؛ وهما جزءان من بنية القارة؛ وتشكل الأجزاء، اليابسة والمغمورة، من القارات، 44% من سطح الأرض.

المنحدرات القارية، هي نهاية القارات، وتشكل أكبر انحدار متصل على سطح الأرض. للمنحدرات القارية، على المحيط الهادي، خصائص غنية؛ أبرزها أنه يقع خلفها بعض أعلى الجبال على الأرض؛ فيناهز انحدار، قمم جبال أمريكا الجنوبية (الأنديز)، مثلاً، إلى أخدود بيرو وتشيلي، 13 ألف متر (انظر شكل مدى ارتفاعات القشرة الأرضية وانخفاضاتها).

معظم هوامش القارات، تقطعها أودية كبيرة مغمورة، يفوق أغلبها الوادي الكبير حجماً. وأكثرها مرتبط بأنهار مهمة، مثل: كونغو، وهندرسون، وكولومبيا. وبعض هذه الأودية، لا يمكن ربطها، بوضوح، بأفواه أنهار قائمة حالياً. ويعتقد أن هذه الأودية المغمورة، قد خلفها ما يسمى التيارات الطوربيدية؛ وهي تيارات من مياه كثيفة، محملة بالرواسب، تجري في قاع البحر.

بعد نهاية المنحدر القاري في اتجاه البحر، يوجد مدرج كبير، عديم الظاهرات، بطيء الانحدار. وتتكون المدرجات من رواسب من القارات، حلمتها تيارات من الأودية الكبيرة المغمورة، لتلقي بها في قاع البحر المفتوح. تشبه هذه المدرجات، في شكلها العام، إلى حدٍّ كبير، رواسب الأودية الصحراوية، من الرمل والحصباء، المندفعة من الحافات الجبلية، والتي تسمى المراوح الفيضية. وعند فوهات الأودية المغمورة، تلتقي المدرجات وتتحد، مكونة طبقة غليظة من الرواسب، تسمى المرتفع القاري. وفي معظم الأحيان، يكفي سمك الغطاء الرسوبي لدفن مظاهر القاع، مكوناً، تقريباً، قاعاً عديم الظاهرات، يسمى السهل الغوري المحيطي Abyssal Plain، الذي ينحدر ببطء، مبتعداً عن القارة، ليغطي معظم قاع المحيط.

الأحواض العميقة للمحيطات، تراوح أعماقها بين 4 و6 آلاف متر؛ في العمق وتشكل 30% تقريباً من سطح الأرض. وكثير من قيعانها غير منتظم، قد ضرسته البراكين المتعددة المغمورة. ويفصل بين المخاريط البركانية هذه أحواض منبسطة القاع، قد تكون مغطاة بالرواسب. ومن المظاهر الشائعة، كذلك، تلك الأودية شديدة انحدار الجوانب، والتي تحدها أخاديد انكسارية، على طول القشرة.

تمتد في قاع المحيط سلاسل من المرتفعات المغمورة بالمياه، المتصلة بعضها ببعض؛ يطلق عليها حروف أواسط المحيطات Mid-Ocean Ridges. وتشكل حوالي 23% من سطح الأرض، وتوجد في كل المحيطات الكبيرة. ويوجد بعضها قرب مركز حوض المحيط، مثل: الحرف الموجود في منتصف المحيط الأطلسي، والحرف الموجود في منتصف المحيط الهندي. أما المحيط الهادي، فشرقه أقرب إلى أمريكا الجنوبية؛ ثم يمتد شمالاً، إلى أمريكا الشمالية، عند خليج كاليفورنيا،؛ ويعود إلى الظهور، عند حدود كاليفورنيا مع ولاية أوريجون. بعض الجزر البركانية، مثل إيسلندا، في المحيط الأطلسي، تعد جزءاً من حروف أواسط المحيطات.

وهناك كثير من التلال المنخفضة، في قاع المحيط، لا يتعدى ارتفاعها 100م فوق القاع ، والتي تظهر حينما تكون طبقة الرواسب غير سميكة، لا يمكنها دفن عدم انتظام قاع البحر.

تحدث البراكين في قاع المحيط، على انفراد أو بشكل جماعي. ويوجد نحو 10 آلاف بركان في القيعان العميقة، لا سيما في غربي المحيط الهادي. وقمم البراكين الكبيرة، تكون جزراً، مثل جزر هاواي خاصة.

عند النهاية الغربية للمحيط الهادي، هناك أخاديد، تستحق الإشارة؛ والقليل مثلها في المحيطَين: الأطلسي والهندي. وهذه المنخفضات الطويلة الضيقة، هي أعمق أجزاء المحيطات؛، ومعظمها يصل عمقه إلى 10 آلاف متر (انظر جدول انتشار الأخاديد).

وتوجد مجموعات مقوسة من الجزر، فيها براكين ناشطة، تنتشر، عادة، على الحدود القريبة من اليابس؛ وهي مرتبطة بأخاديد، وتعرف بـ"الأقواس الجزرية". وهذه المناطق هي مناطق بناءات جبلية ناشطة، فالثورانات البركانية، والهزات الأرضية المتعددة، تسببها حركة قشرتها الأرضية. أكثر ما توجد الأقواس الجزرية في المحيط الهادي؛ لكنها توجد، كذلك، في المحيطَين: الأطلسي والهندي. وتحصر الأقواس بينها وبين اليابس، بحاراً هامشية، ضحلة، مثل: جزر الفيليبين، وجزر اليابان.

ومن الظواهر، كذلك، أيضاً سلاسل من المنحدرات الشديدة انحدار الجانبَين، وذات الطبوغرافية الخشنة؛ وأحزمة أو سلاسل من الجبال البحرية، تمتد آلاف الكيلومترات، بعرض المحيط الهادي. تشكلت هذه الظواهر بفعل الانكسارات والفوالق، التي قطعت قاع المحيط.