إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









أ

أ. العوامل البيئية

(1)  الموقع الجغرافي

ويُقصد به قرب الموقع من إحدى المناطق، التي يتوطن فيها أي مرض من الأمراض المعدية، وخصوصاً الوبائية Epidemic، مما يجعله يتفشّى دائماً بين سكانه، وغالباً ما يحدث هذا في البلاد، التي تقع على الطرق التجارية، أو طرق التحركات البشرية الدائمة أو المؤقتة، كالحدود الشرقية، والجنوبية، والغربية، للسودان، فهي حدود طويلة لا تتوقف عندها موجات اللاجئين، والعمال، والرعاة دون أن يخضعوا لأي رقابة صحية، إضافة إلى الأمراض، التي تنقلها الحيوانات والحشرات في الدول الواقعة في نطاق الغابات المدارية الأفريقية، مثل مرض الحمى الصفراء Yellow Fever، ومرض النوم Sleeping Sickness، الذي تُسببه ذبابة تسي تسيTse Tse.

(2) الموقع الفلكي

وهو يُحدد الأقاليم المناخية، التي تؤثر على توزيع الأمراض، فتسود بعض الأمراض في العروض المدارية، مثل الكوليرا Cholera، والبلهارسيا Bilharziasis، والملاريا[1] في العروض المدارية، ويسود في العروض الباردة لين العظام Osteomalacia، والنزلات الشعبية Acute Bronchitis، والأنفلونزا Influenza.

(3) مظاهر السطح

ولها تأثير مباشر وأخر غير مباشر، ويتمثل التأثير المباشر في الارتفاع الكبير عن سطح البحر، وما يترتب عليه من تناقص في الضغط الجوي، وتخلخل الهواء، وتناقص نسبة الأكسجين، ويؤثر هذا على الرئتين، والقلب، والدورة الدموية، أمّا التأثير غير المباشر فيتمثل في تأثير التضاريس على توزيع بعض الأمراض، مثل: طفيل البلهارسيا، إذ لا يستطيع أن يحيا أو يتطور على المرتفعات العالية، كما أن مرض الكوليرا لا ينتشر عادة بين سكان المناطق الجبلية، إضافة إلى أن بعض الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما وغيرها من أمراض الحساسية، تُشفى بسرعة على الجبال المرتفعة، ويرجع ذلك إلى قوة الأشعة الشمسية، وخصوصاً الأشعة فوق البنفسجية Ultra Violet Rays.

(4)  التركيب الجيولوجي

هناك علاقة بين أمراض السرطان Cancer، وأمراض القلب والدورة الدموية Cardiovascular Diseases، وبين التركيب المعدني للصخور والتركيب الكيميائي للتربة. فقد أوضحت الدراسات أن الوفيات الناجمة عن سرطان المعدة تزداد في المناطق، التي تزيد في أراضيها نسبة الزنك، والكوبالت، والكروم، وترتفع نسبة الإصابة بمرض سرطان الأمعاء في المناطق، التي يرتفع بها عنصر الكروم.

(5) المناخ

هناك علاقة بين بعض الأمراض الوبائية في العالم وبين فصول السنة المختلفة، فمنها ما ينشط في فصل الصيف، مثل: الكوليرا، والتيفود، والدوسنتاريا، ومنها ما يظهر في فصل الشتاء، مثل: الالتهاب الرئوي، والأنفلونزا، ومنها ما تزيد نسبته مع فصل الربيع، مثل: الحصبة، والربو الربيعي، والحمى القرمزية Scarlet Fever..

وتتأثر صحة الإنسان بكل عناصر المناخ، ولكن بصورة متفاوتة، فعند تعرض الإنسان لأشعة الشمس المباشرة في الأقاليم الحارة والدفيئة، يصاب بضربة شمس Sun Stroke، أو الضربة الحرارية Heat Stroke، وتحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة دون التعرض لأشعة الشمس. أمّا الأشعة الضوئية للشمس، فإنها تؤثر بصفة خاصة على العينين، وتؤدي قوتها في كثير من الأحيان إلى إجهادهما، وإلى إصابتهما بالضعف الشديد، وهي حالة منتشرة في المناطق القطبية، وسببها الانعكاس الشديد لأشعة الشمس الضوئية على سطح الجليد، وعلى النقيض من ذلك، فأشعة الشمس لها عدة فوائد، أهمها: أن الأشعة فوق البنفسجية تؤدي إلى تكوين فيتامين "د" في الجسم، وإضعاف نشاط البكتريا والجراثيم، وتساعد على مقاومة بعض الأمراض، مثل السل Tuberculosis، ولين العظام Rickets.

ويؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى إصابة الإنسان بعدة أمراض، تعرف بأمراض الحرارة المتطرفة، ومنها الضربة الحرارية Heat Stroke، والتقلصات الحرارية Heat Cramps، والإغماء Syncope، والطفح الجلدي (حمو النيل) Prickly Heat. وهناك أمراض البرودة المتطرفة، مثل: تشقق جلد الأطراف المكشوفة، وعضة الصقيع Frost Bite، وهي تُصيب بصفة خاصة الأطراف المكشوفة بالتجمد، حيث إنها تفقد حرارتها بصورة أسرع من بقية أجزاء الجسم.

وتؤثر التغيرات في الضغط الجوي على الرئتين، وعلى الجهاز العصبي، وأجهزة الدورة الدموية، مما يؤدي إلى الوفاة الناتجة عن الأزمات القلبية. وتعد الرياح من أهم وسائل نشر الأمراض المعدية، وكثيراً ما تكون سبباً في التخريب والدمار، إذا كان هبوبها على شكل عواصف وأعاصير، تؤدي في بعض الأحوال إلى خسائر في الأرواح، كما تؤدي العواصف الرملية إلى زيادة أمراض الحساسية Allergy، مثل الربو Asthma، وأمراض العيون.

 



[1]    ملاريا كلمة لاتينية "مال آريا Malaria" وتهني الهواء الرديء.