4. نموذج من الدراسة الإقليمية (جغرافية المملكة العربية السعودية)

تقع شبه الجزيرة العربية في الركن الجنوبي الغربي من قارة آسيا، ويكتنفها سبع دول، تعد المملكة العربية السعودية أعظمها حجماً، وأكبرها مساحة، إذ تبلغ مساحتها حوالي 2.25 مليون كيلومتر مربع، أي أنها تستأثر وحدها بنحو أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية، وقد نتج عن هذا الامتداد الكبير تنوع، وتباين في كافة المظاهر الطبيعية، والبشرية للمملكة.

والمملكة بلاد صحراوية، لكنها ليست قاحلة، للدرجة التي، تصعب معها التنمية البشرية. فمنذ اكتشاف المياه الجوفية، وبعد أن فاقت حاجة السكان، أمكن الاستفادة منها في مشاريع التنمية الزراعية، كما أولت الحكومة السعودية قضية الماء أهمية خاصة، فتم إنشاء العديد من السدود لحجز مياه الأودية، بعد أن كانت تنساب هباء في البحار والمناطق الصحراوية، ومن أهم هذه السدود سدّ وادي جيزان، وسد وادي بيشه، وسد وادي أبها، كما أقامت الكثير من مشروعات الري والصرف، من أهمها، مشروع الري والصرف بالأحساء في المنطقة الشرقية، وتوصيل المياه بالأنابيب، وإنشاء محطات تحلية مياه البحر.

وتتخذ المملكة مكانة متميزة على مستوى العالم في إنتاج البترول، فهي تعد من أوائل الدول في إنتاج البترول الخام، كما تتصدر دول العالم في احتياطي البترول، وقد ساعدت هذه الإمكانات البترولية المملكة على فرض وجودها، بشكل واضح على مستوى دول العالم.

ومع الارتفاع العالمي في أسعار البترول سنة 1973 بدأت المملكة تتمتع بمورد عالٍ من  الدخل، أدى إلى دخول المملكة حقبة، تميزت بتنمية اقتصادية، شاملة، ومخططة، كان من نتائجها النمو السريع للمدن السعودية، من حيث العدد والحجم السكاني، حيث بلغ عددهم نحو 12.3 مليون نسمة سنة 1992 (1413هـ)، ويُقدر إجمالي عدد السكان حسب تقديرات يوليه 1997 بنحو 20.9 مليون نسمة.