إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الثالث: الجغرافيا الإقليمية Regional Geography
ثانياً: العوامل الطبيعية

تتمتع المملكة العربية السعودية بعدة مقومات طبيعية (موقع، مساحة، شكل، تضاريس، مناخ) أثرت كثيراً في الأساس الاقتصادي والسكاني للدولة. وفيما يلي دراسة تفصيلية لهذه العوامل:

1. الموقع

تقع المملكة عند ملتقى قارات العالم القديم آسيا وأوروبا وأفريقيا، فهي تشغل الجزء الجنوبي الغربي من القارة الأسيوية، ولا يفصلها عن أفريقيا سوى أخدود البحر الأحمر، كما إنها ليست بعيدة عن أوروبا. وقد أدى هذا الموقع المتوسط إلى انتشار الإسلام إلى كل أرجاء العالم من جهة، ومن جهة أخرى إلى قربها من الأسواق التجارية العالمية.

ويشترك الموقع الفلكي والجغرافي للمملكة في إبراز أهميتها وشخصيتها، كما يتضح مما يلي:

أ. الموقع الفلكي

تقع المملكة بين خطي طول 16 َ 34 ْ، ويمر بأبعد نقطة في أقصى شمال المملكة الغربي عند رأس الشيخ حميد، 00 َ 56 ْ ويمر بأبعد نقطة في الجنوب الشرقي عند واحة البريمي، ويعني هذا أن المملكة تمتد لمسافة 44 َ 21 ْ خط طول، مما يؤدي إلى وجود فارق زمني بين الجهات الشرقية والغربية للمملكة يبلغ 56ث 26ق 1س[1] وتقع بين دائرتي عرض 00 َ 16 ْ شمالاً، 00 َ 32 ْ شمالاً، ومن ثم تقع المملكة في نطاق المناخ المداري الجاف، الإقليم الصحراوي، الذي يتميز بالدفء، شتاءً وارتفاع درجة الحرارة صيفاً، فضلاً عن ندرة الأمطار، ويعد هذا الإقليم من الأقاليم المناخية الطاردة للسكان، غير أن ظهور البترول بأراضي المملكة، وما تبعه من تنوع في الأنشطة الاقتصادية والخدمية، جعل منها منطقة جاذبة للسكان.

ب. الموقع الجغرافي

تتمتع المملكة بموقع جغرافي فريد، فهي محوطة بثلاثة منافذ بحرية عالمية، هي مضيق هرمز، وهو يمثل المنفذ الشرقي للتجارة للسعودية، بينما يمثل باب المندب وقناة السويس المخرج العربي لها. كما تتمتع بجبهتين بحريتين، الأولى شرقية، تطل على الخليج العربي، بطول يبلغ 650 كم. تمتد من رأس الخفجي شمالاً إلى دوحة السلوى جنوباً، والثانية غربية، تطل على البحر الأحمر، بطول يصل إلى  1760 كم بين ميناء حقل على خليج العقبة وقرية المُوَسم جنوب البحر الأحمر، وهذان المنفذان جعلا من المملكة ملتقى طرق التجارة العالمية من جهة، وسهلا عليها الاتصال بجميع دول العالم من جهة أخرى.

وتتميز المملكة العربية السعودية بوقوعها داخل إطار جغرافي، يتكون من ثماني دول عربية، تجاورها من الشمال والشرق والجنوب الشرقي والجنوب، وهي على الترتيب: الأردن، والعراق، والكويت، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وعُمان، واليمن، ويلاحظ من هذه الدول أن خمساً منها أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، والدول الثلاث الأخرى دول عربية شقيقة، مما يدل على أن هناك علاقات جوار جيدة بين المملكة وجيرانها.

2. التركيب الجيولوجي

كانت شبه الجزيرة العربية تتصل بالقارة الأفريقية في زمن ما قبل الكمبري (انظر ملحق الأحقاب والعصور الجيولوجية)، وكانت هذه المنطقة جزءاً من قارة جندوانا القديمة، ومع بداية الزمن الكمبري، أول عصور الزمن الجيولوجي الأول "الباليوزي" Paleozoic، تكون حوض إرسابي، عرف ببحر تثس Teths، وكان يمتد شمال وشرق الجزيرة العربية، شاغلاً المواقع الحالية لتركيا، وشمال العراق، وجنوب غرب إيران. وتعاقبت على بحر تثس فترات إرسابية خلال الأزمنة الجيولوجية الثلاثة الأولى: الباليزوي، الميزوزوي، الكاينوزوي، إضافة إلى أن خط الساحل كان يتراجع ويتقدم، نتيجة للحركات الرأسية، مما أدى إلى تعرية هذه الإرسابات.

وفي منتصف الزمن الجيولوجي الثالث، الكاينزوي  Canozoic، تصدع الجزء الغربي لشبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى انفصال الدرع العربي عن الدرع الأفريقي، نتيجة تكون أخدود البحر الأحمر، وصاحب تكون الأخدود حركات تكتونية، نتج عنها ارتفاع الجزء الغربي لشبه الجزيرة العربية، مصحوباً بأنشطة بركانية، تظهر آثارها في الحرات أو المصهورات البركانية  Lavaعلى السطوح الشرقية لجبال السروات.

ونتيجة لحركات الرفع، التي حدثت مع بداية عصر البلايوسين، آخر عصور الزمن الجيولوجي الثالث، انفصل البحر الأحمر عن بحر تثس، كما تكون مضيق باب المندب، نتيجة لتزحزح القرن الأفريقي بعيداً عن شبه الجزيرة العربية، وبالتالي اتصل البحر الأحمر بالمحيط الهندي.

وفي أواخر الزمن الثاني، الميزوزوي Mesozoic، وبداية الزمن الثالث، حدثت حركات التوائية في حوض بحر تثس شرق شبه الجزيرة العربية، نتج عنها جبال طوروس وزاجروس، كما صاحبها ارتفاع بلاد الشام وشمال العراق، وبالتالي، انقسم بحر تثس إلى حوضين منفصلين أحداهما شرقي والأخر غربي. ويحتل البحر المتوسط الحوض الغربي، أما الحوض الشرقي فأخذ في الانكماش إلى أن وصل إلى موقع الخليج العربي الحالي. ومن ثم نستنتج أن الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية يُغطى بطبقات رسوبية تنحدر تدريجياً باتجاه الشرق، كما حدث به بعض الالتواءات الخفيفة، التي نتج عنها أحواض، تحتوي على خزانات للبترول والمياه الجوفية.

ويمكن تقسيم أراضي المملكة إلى قسمين جيولوجيين هما:

أ. إقليم الدرع العربي The Arabian Sheild

يعتبر إقليم الدرع العربي[2] جزءاً من الدرع العربي ـ النوبي The Arabian Nubin Sheild والكتلتان تنتميان للدرع الأفريقي The African Sheild. وفي أوائل الزمن الجيولوجي الثالث، بدأ الإقليمان في الانفصال عن بعضهما ليحصر أخدود البحر الأحمر بينهما. ويقع إقليم الدرع العربي، كما توضح (خريطة أقاليم المملكة الجيولوجية)، في الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية، ويمثل أكثر قليلاً من ربع (27%) من المملكة العربية السعودية. ويتخذ شكل شبه المنحرف الهندسي، تسير قاعدته الكبرى بمحاذاة البحر الأحمر، وتمتد من خليج العقبة شمالاً إلى حدود المملكة مع اليمن جنوباً، ويتكون سطحه من الصخور النارية، والمتحولة، وبعض الصخور الرسوبية، وتعد الصخور النارية والمتحولة الأكثر انتشاراً، وهي صخور ذات قيمة اقتصادية كبيرة، لما تحويه من المعادن النفيسة، كالذهب والفضة، إضافة إلى بعض المعادن الأخرى يعد الحديد أهمها.

ب. إقليم الرف العربي The Arabian Shelf

يقع هذا الإقليم شرق الدرع العربي، ويمتد بمحاذاة ساحل الخليج العربي شرقاً إلى الدرع العربي غرباً، ومن حدود المملكة الشمالية إلى حدودها الجنوبية. أي أنه يشكل ما يقرب من ثلثي مساحة المملكة.

ويتسم هذا الإقليم بتعاقب الإرسابات عليه، حيث يمثل جزءاً من قاع بحر تثس، خلال الأزمنة الجيولوجية المتتابعة، وتحتوى هذه الطبقات الرسوبية على خزانات، تتوافر بها كميات كبيرة من البترول، وخاصة في منطقة الخليج. ويوجد بهذا الإقليم أربعة أحواض رسوبية، هي حوض سرحان طريف، وحوض الدبدبة، وحوض الخليج العربي الشمالي، وحوض الربع الخالي.

3. مظاهر السطح

تؤثر مظاهر السطح على الموارد الاقتصادية للدولة، كما تسهم بقدر كبير في تقدير أهمية الدولة، فمن المعروف أن السكان يتركزون في الأراضي السهلية، وبالتالي تتركز فيها الأنشطة الاقتصادية، لذلك كانت الأراضي السهلية المنتجة، ونسبتها للمساحة العامة، من العوامل المهمة في نمو وتطور الدولة.

ويمكن تقسيم أراضي المملكة العربية السعودية من الغرب إلى الشرق إلى الأقسام التضاريسية التالية، كما توضحها (خريطة مظاهر أشكال السطح).

أ. سهل تهامة

يقع سهل تهامة، سهل البحر الأحمر، في أقصى غرب المملكة، ويمتد من الحدود الشمالية للمملكة إلى حدودها الجنوبية، بطول يصل إلى 1800 كم، ويزيد اتساعه بالاتجاه صوب الجنوب، ويصل أقصى اتساع له إلى نحو 45 كم بالقرب من جيزان جنوباً، ويبلغ أقل أتساع له حوالي 20 كم عند رابغ شمالاً.

ويتألف هذا السهل من تكوينات رسوبية قارية وبحرية، وتنتشر في بعض أجزائه الحرات، المصهورات البركانية، لذا يتسم الساحل في أغلب الأحوال بقلة التعاريج، رغم أنه يحوي العديد من الرؤوس والخلجان، ومن أهمها رأس الشيخ حميد عند مدخل خليج العقبة، ورأس بريدي شمال ينبع، ورأس الأبيض قرب بدر. كما تنتشر الجزر المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر، ومن أهمها جزيرة فرسان، التي تبعد حوالي 40 كم من ساحل جيزان، وتيران وصنافير أمام الساحل السعودي عند خليج العقبة.

ب. المرتفعات الغربية (جبل السروات)[3]

تعد المرتفعات الغربية من أبرز الظاهرات التضاريسية في شبه الجزيرة العربية، وهي عبارة عن سلاسل جبلية مستطيلة، تمتد بمحاذاة السهل الساحلي والبحر الأحمر، بطول يصل إلى 1800 كم، إذ تمتد من الحدود الشمالية للمملكة إلى حدودها الجنوبية. وتتسم بضيقها في الشمال واتساعها جنوباً، ويبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 2000 متر فوق سطح البحر، ويصل أقصى ارتفاع لها إلى نحو 300 كم، فوق سطح البحر، في بعض قمم الجنوب.

ويمكن تقسيم المرتفعات الغربية إلى قسمين هما:

(1) سلسلة المرتفعات الساحلية

وتوازي في امتدادها السهل الساحلي، وهي جبال متوسطة الارتفاع، إذ يراوح ارتفاعها بين 600 ـ 700 متر فوق سطح البحر، ولا يزيد عرضها عن 70 كم، وتتميز بانحدارها الشديد نحو سهول تهامة والبحر الأحمر. وينحدر منها عدد من الأودية القصيرة الشديدة الانحدار العميقة المجرى، ونتيجة لشدة انحدارها فإن المياه لا تدوم بها طويلاً، لذا قام الأهالي ببناء سدود عديدة لحجز المياه والانتفاع بها، كما قامت الحكومة السعودية ببناء سدود ضخمة أهمها سد جيزان.

(2) سلسلة المرتفعات الغربية

وهي تلي المرتفعات الساحلية شرقاً، ويفصلها الوديان الطويلة، والأحواض المتسعة، الناتجة عن الفوالق والانكسارات، وتعد هذه المرتفعات أكثر ارتفاعاً من المرتفعات الساحلية، إذ يصل ارتفاع بعض قممها إلى أكثر من 3000 متر فوق سطح البحر، مثل مرتفعات السودة (3207 متر) في عسير. وتمثل هذه السلسلة الجبلية خط تقسيم المياه، لما يتوافر بها من منابع تغذي العديد من الأودية بالمياه، مثل وادي الرمة، ووادي تثليت، ووادي بيشة، ومعظم الأودية تتبع خطوط الفوالق والانكسارات.

ج. الهضاب الغربية

وتمتد من الحدود السعودية الأردنية شمالاً إلى نجران جنوباً، ومن المرتفعات الغربية غرباً إلى الهضبة الوسطى (نجد) شرقاً. ويقع معظمها ضمن إقليم الردع العربي، وقد تأثرت بالحركات التكتونية خلال الزمن الثالث، ونتج عنها نشأة المرتفعات الغربية وأخدود البحر الأحمر.

وتنقسم الهضاب الغربية من الشمال إلى الجنوب إلى ما يلي:

(1) هضبة الحسمي

وتقع بين جبال السراة ووادي سرحان، ويخترقها عدد من الأودية مثل الوادي الأخضر ووادي فجر.

(2) هضبة الحجاز

وتقع إلى الجنوب من الهضبة السابقة، وهي عبارة عن سهل تحاتي[4]، تقطعه بعض الأودية مثل، وادي القاع، ووادي مطران، ووادي الجزل.

(3) الحرات

وهي عبارة عن مصهورات بركانية اندفعت إلى سطح الأرض من فوهة البراكين. ويبلغ عددها اثنتي عشرة[5]، وتتخذ امتداداً طولياً من الشمال إلى الجنوب.

(4) سهل الركبة الصخري

ويقع شرق الطائف، بين حرة القشب شمالاً وحرة الحضن جنوباً، ويتسم السهل باستواء سطحه، ويبلغ متوسط ارتفاعه نحو 890 متراً، فوق سطح البحر، ويصل أقصى ارتفاع له نحو 1230 متراً، فوق سطح البحر، عند جبل عان.

(5) هضبة عسير

وتقع إلى الشرق من المرتفعات الداخلية، ويقدر متوسط ارتفاعها بنحو 1400 متر فوق سطح البحر، وقد قطعتها الأودية، وحولتها إلى عدد من الهضاب الصغيرة، ومن أهم هذه الأودية، وادي بيشة، ووادي تثليت، وتعد هضبة عسير من المناطق الزراعية والسياحية المهمة في المملكة، ومن أهم مدنها أبها، وخميس مشيط، والباحة.

(6) هضبة نجران

وتقع أقصى جنوب الدرع العربي، جنوب المملكة، ويخترقها عدد من الأودية، أهمها وادي نجران، ووادي حبونه. وتعد هضبة نجران من أخصب المناطق الزراعية في المملكة، وذلك لتوافر التربة البركانية الخصبة بها، إضافة إلى توفر المياه، وتقع إلى الجنوب من الهضبة مدينة نجران.

د. هضبة نجد

تمتد هضبة نجد من إقليم الهضاب غرباً إلى صحراء الدهناء شرقاً، ومن النفود الكبير شمالاً إلى الربع الخالي جنوباً، ويشق الهضبة العديد من الأودية من أهمها وادي حنيفة، ووادي الباطن، ووادي سرحان، ويقسم الهضبة من الشمال إلى الجنوب نفود السر، ونفود الدحي، إلى قسمين: شرقي وغربي.

(1) القسم الغربي

ويتسم بشكله الهلالي. ويتكون من صخور نارية، ومتحولة، وبعض الصخور الرسوبية، ويراوح ارتفاعه بين 650 ـ 1100 متر فوق سطح البحر، وأهم مرتفعاته جبلا أجا وسلمى. وتقع عليه مدينة حائل.

(2) القسم الشرقي

ويقع على الحافة الشرقية للدرع العربي ويتميز بوجود حافات على شكل أقواس بامتداد شمالي جنوبي، ويعتبر جبل طويق من أبرز مظاهر السطح بهذا القسم، وتعد هضبة التيسية من أهم هضاب هذا القسم، وتقع شمال شرق جبل طويق. وتتسم طبقات هذا القسم بأنها حاوية للمياه الجوفية  Underground Water.

وتنحدر من الجهة الشرقية لهضبة نجد الكثير من الأودية، أهمها وادي عشيران، ووادي برك، ووادي عطشان، ووادي حنيفة.

هـ. الهضاب الشمالية

تمتد الهضاب الشمالية من وادي سرحان غرباً إلى الحدود السعودية الكويتية شرقاً، ومن حدود المملكة مع الأردن والعراق شمالاً إلى صحراء النفود جنوباً. ويمكن تقسيمها إلى ثلاث هضاب هي:

(1) هضبة الحماد

وهي عبارة عن صحراء صحراوية، شبه مستوية السطح، ويبلغ متوسط ارتفاعها حوالي  815  متر فوق سطح البحر. ويخترقها بعض الأودية أهمها وادي الميرا، ويمر فوق أراضيها خط أنابيب التابلاين. وتقع مدينة طريف في الشمال الغربي منها.

(2) هضبة الحجرة (الوديان)

تقع إلى الجنوب من هضبة الحماد، ويصل متوسط ارتفاعها إلى نحو 502 متر فوق سطح البحر. ويخترقها العديد من الأودية، التي عملت على تقطيع سطح الهضبة، ومن أهمها وادي عرعر والحسيكي. كما يقطع درب زبيدة القديم[6] الهضبة من الشمال إلى الجنوب، ويمر فوقها خط أنابيب التابلاين من الجنوب الشرقي صوب الشمال الغربي.

(3) هضبة الدبدبة

تقع جنوب هضبة الحجرة، ويتميز سطحها بالاستواء، ويبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 395 متر فوق سطح البحر. ويعد وادي الباطن أهم مظاهر هذه الهضبة، ويخترقها من الجنوب، ويتجه صوب الشمال الشرقي، ليصب في الخليج العربي. كما تعد مدينة حفر الباطن من أهم المناطق الحضرية في هذه الهضبة.

و. الهضاب الشرقية

وتمتد من صحراء الدهناء غرباً إلى السهل الساحلي الغربي شرقاً، ومن هضبة الدبدبة شمالاً إلى واحة يبرين جنوباً. وتنقسم الهضبة إلى قسمين هما:

(1) هضبة الصمان

تقع جنوب هضبة الدبدبة وتمتد على شكل طولي. ويبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 280 متراً فوق سطح البحر، ويقطعها العديد من الأودية أهمها وادي العاقولة ووادي برة. ويكتنف قسمها الشرقي العديد من السبخات، أهمها سبخة البدوع، ويوجد بها أضخم حقل بترول في العالم، وهو حقل الغوار.

(2) التلال الصخرية

تقع على طول السهل الساحلي الجنوبي للخليج العربي، وهي قليلة الارتفاع إذ لا يزيد متوسط ارتفاعها عن 80 متراً فوق سطح البحر. ويطلق عليها العديد من الأسماء، مثل جبل كرماء، وجبل قطنان، وجبل النعيرية.

ز. السهل الساحلي الشرقي

ويمتد من الخليج العـربي شرقـاً إلى التلال الصخرية غرباً، ومن رأس مشعاب شمالاً إلى إمارة أبو ظبي جنوباً، ولا يزيد عرضه عن 60 كم. ونتيجة لانخفاض منسوبه، إذ أنه لا يرتفع كثيراً عن سطح الخليج، كثرت بأراضيه السبخات المالحة، بالإضافة إلى زيادة التراكمات الرملية، خاصة في الجزء الجنوبي منه. وتكتنفه الرمال المتحركة والكثبان الرملية جنوب الجُبيل.

ح. الصحاري الرملية

تمثل الصحاري الرملية ما يقرب من ثُلث مساحة الجزيرة العربية، وهي نتاج فترات الجفاف، التي مرت على شبه الجزيرة العربية، ومصدر الرمال يعود إلى إرسابات الأودية الجافة من جهة وتفتت الصخور الناتج من عمليات التعرية من جهة أخرى. وتنقسم الصحاري في المملكة إلى ما يلي:

(1) صحاري النفود الكبير

وتقع في شمال غرب المملكة بين منطقتي حائل والجوف، ويحدها من الشمال والشرق الهضبة السورية، ومن الغرب والجنوب هضبة الحسمي وجبل شمر على الترتيب، وبذلك فهي تغطي مساحة تقدر بنحو 75 ألف كيلومتر مربع. وتنتشر على أراضيها الكثبان الرملية الطويلة، ويوجد بها منخفضان، هما منخفض سكاكا ومنخفض الجوف. وتتميز بقلة الموارد المائية، وبالتالي فالغطاء النباتي بها قليل ومبعثر.

(2) صحراء الدهناء

وهي عبارة عن حزام ضيق يتخذ شكل القوس، ويمتد من صحراء النفود شمالاً إلى صحراء الربع الخالي جنوباً، ويحدها شرقاً هضبة الصمان وإقليم الهضاب الوسطي غرباً. وتتخذ رمالها اللون القريب من الحمرة، نتيجة لزيادة أكسيد الحديد، وتنتشر بها الكثبان الطويلة والهلالية. وعلى الرغم من أن مياهها قليلة لدرجة الندرة، إلاً أنها تعد مناسبة لرعي الجمال، خاصة في فصل الشتاء والربيع، حيث تنمو بعض النباتات بسبب سقوط بعض الأمطار الشتوية.

(3) صحراء الجافورة

تقع جنوب الهفوف وشرق هضبة الصمان، ويحدها شمالاً السهل الساحلي الشرقي وجنوباً الربع الخالي. وتعد الكثبان الهلالية أكثر أنواع الكثبان انتشاراً بها، عدا الجزء الجنوبي الغربي، الذي تنتشر به الكثبان الطويلة. ويكثر بأراضيها السبخات، نتيجة لقربها من السهل الساحلي الشرقي.

(4) صحراء الربع الخالي

يعد الربع الخالي من أكبر الظاهرات الطبيعية، التي تتميز بها المملكة العربية السعودية، ويعد أكبر مسطح رملي في العالم، إذ تبلغ مساحته حوالي 640 ألف كيلومتر مربع، ويحده من الشمال إقليم الهضبة الوسطى ومن الجنوب مرتفعات حضرموت ومن الشرق جبال عُمان ومن الغرب هضبة عسير. وتتنوع على أراضيه الأشكال الرملية، ففي الأطراف الشمالية، تسود الكثبان الهلالية والطويلة، وفي الجزء الشرقي، تنتشر الجبال الرملية، التي يزيد ارتفاعها عن 350 متراً. وكانت صحراء الربع الخالي صحراء جرداء نادرة السكان، أما اليوم فأصبحت مكاناً لعمليات البحث والتنقيب عن البترول، وبالفعل، تم استخراج البترول من بعض أجزائها الشمالية الشرقية، بالإضافة إلى أن وادي الدواسر ينتهي عند بداية هذه الصحراء، مما يدل على غناها بالمياه الجوفية الآتية من هذا الوادي ومن أودية أخرى، مثل وادي حبونة ووادي نجران.




[1] الزمن موحد في المملكة حسب توقيت الرياض العاصمة، واالتي يمر بها خط زوال 18َ 47ه شرقاً.

[2] الدروع هي مناطق صلبة ذات مقاومة شديدة للحركات الباطنية لذا لم تخضع أو تتأثر بحركات الالتواءات والانكسارات، وهي تُعد من أقدم مناطق العالم من حيث النشأة.

[3]يطلق عليها جبال السراة أي الأرض المرتفعة، ويطلق عليها أيضاً جبال الحجاز لأنها تحجز بين نجد وتهامة.

[4]  يطلق هذا التعبير على الأراضي المتسعة، التي أثرت فيها عواملالتعرية، وخاصة التعرية المائية، التي عملت على نحت واستواء سطحه.

[5] وهي من الشمال إلى الجنوب: حرة الحرة (أقصى شمال المملكة)، وحرة الرحا (جنوب مدينة تبوك)، وحرة العويرض (جنوب حرة الرحا)، وحرة اثنين (جنوب عرب مدينة حائل)، وحرة خيبر (شمال المدينة المنورة)، وحرة لنير (غرب حرة خيبر)، وحرة كرمة (جنوب حرة خيبر)، وحرة رهط (بين المدينة والطائف)، وحرة قشب (جنوب حرة اثنين وشرق حرة رهط)، وحرة حضن (جنوب حرة قشب وعرب سهل ركبة)، وحرة نواصف، وحرة البقوم، بين الخرما شمالاً وزهران جنوباً، ومدينة تربة غرباً ووادي بيشة شرقاً، وحرة البرك (على ساحل البحر الأحمر جنوب القنفذة).

[6] أحد طرق الحج القديمة لحجيج شمال شبة الجزيرة العربية إلى مكة المكرمة.

[7]  يستمد الهواء حرارته من الإشعاع الأرضي، الناتج بعد انعكاس الإشعاع الشمسي على سطح الأرض. ويكتسب الهواء حرارته بواسطة الغبار، والمواد العالقة فيه، والغازات الثقيلة، مثل ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وتعمل هذه جميعاً على امتصاص الحرارة، وبالتالي رفع درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض. أما إذا انخفضت نسبة وجود هذه المواد في المناطق الجبلية العالية، والتي لا يتمثل عندها سوى الغازات الخفيفة، التي لا تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، فإن درجة الحرارة تقل درجة واحدة لكل 150 متر ارتفاع.

[8] المدى الحراري = درجة الحرارة العظمى – درجة الحرارة الصغرى.

[9] الأشعة المائلة أقل حرارة من الأشعة العمودية.

[10] سمي بالمرتفع الآزوري نسبة إلى جزر آزور في المحيط الأطلسي.

[11] الرطوبة نوعان هما: 1. الرطوبة المطلقة أو الكلية Absolute Humidity، وتقدر بوزن بخار الماء، والموجود بكل وحدة معنية من الهواء (أي جرام لكل لتر مكعب مثلاً). 2. الرطوبة النسبة Relative Humidity، وهي عبارة عن النسبة المئوية، بين كمية بخار الماء في وحدة معنية من الهواء، وبين كمية بخار الماء اللازم لتشبع هذا الحجم من الهواء، عند درجة الحرارة نفسها، وعند مقدار الضغط نفسه.