إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









القسم الثالث: الجغرافيا الإقليمية Regional Geography

5. موارد المياه

على الرغم من قلة الأمطار الساقطة بصفة عامة على أراضي المملكة، وعدم انتظام سقوطها، إلاّ أنها تعد المورد الرئيسي لجميع موارد المياه في المملكة، مما ترتب عليه فقر المملكة في الموارد المائية، وبالتالي، خلوها من الأنهار والبحيرات العذبة. لذا، نالت قضية المياه أهمية خاصة عند الحكومة السعودية، ممثلة في وزارة الزراعة والمياه، بهدف القيام بمشروعات مائية كمشاريع الري، والصرف، وتوصيل المياه بالأنابيب، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر، بهدف توفير المياه للشرب أو للاستخدام الزراعي. ويمكن تقسيم موارد المياه في المملكة إلى الأنواع التالية:

أ. مياه الأودية

وتنشأ من انحدار المياه إلى الأودية عقب سقوط الأمطار، ويلاحظ من (خريطة الأودية الرئيسية في المملكة) أن أغلب هذه الأودية تتركز في غرب المملكة، حيث المرتفعات الغربية أغزر جهات المملكة أمطاراً، فتفيض الأودية بالمياه عقب سقوط الأمطار، وتخلو منها حينما يقل أو يندر سقوط الأمطار.

ومن أهم الأودية في المملكة:

(1) وادي الرمة ـ الباطن

وهو يعد من أهم أودية المملكة، ويبدأ من شرق المدينة المنورة، ويتجه شرقاً بطول، يصل إلى 600 كم، حتى يختفي تحت صحراء الثويرات، ثم يعود للظهور مرة أخرى باسم وادي الأجردي، ويتجه صوب الشمال الشرقي لمسافة 40 كم، ثم يختفي مرة ثانية، لمسافة 160 كم، تحت رمال الدهناء، ثم يظهر تحت اسم وادي الباطن، حتى مصبه في شط العرب بمنطقة الزبير بعد أن يقطع مسافة، تقدر بنحو 425 كم. بذلك يبلغ طوله الإجمالي حوالي 1225 كم، أي أنه يعادل طول نهر الراين تقريباً وأكثر طولاً من نهر الرون. ويغذي هذا الوادي بالمياه أكثر من 300 رافد، يأتي بعضها من الجنوب مثل وادي الجرير ووادي دخنه، وبعضها يأتي من الشمال، مثل وادي مرغان وشعيب صبيح. وتقع على وادي الرمة أهم مدن، وقرى، وواحات القصيم، مثل بريدة، وعنيزة، والرس، والبكرية وغيرها.

(2) وادي حنيفة ـ السهباء

ويمتد من جبال طويق غرباً إلى هضبة العرما شرقاً، بطول يصل إلى 200 كم، إلى أن ينتهي في منخفض الخرج، ويتخذ اتجاهاً عاماً من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي. ويغذيه مجموعة من الروافد، أهمها وادي البطحاء، الذي تقع عليه مدينة الرياض، كما يقع على هذا الوادي وروافده عدد من المحلات العمرانية، مثل: الدرعية، والجبلية، والحائر، وقرى منطقة الخرج واليمامة.

ويعود وادي حنيفة للظهور مرة أخرى، بعد أن كـان مطموراً تحت رمـال الدهناء لمسافة 100 كم، باسم وادي السهباء، الذي يتجه ناحية الشرق، ثم يختفي مرة ثانية تحت رمال الجافورة، ثم يظهر مرة ثانية حتى يصب في الخليج العربي، جنوب خور العديد، بعد أن يقطع مسافة، تقدر بنحو 400 كم بما فيها المسافة المطمورة.

وقد أقيم على وادي حنيفة سنة 1963 سد سُمى باسمه، ويقع على بعد 12 كم من مدينة الرياض، بهدف حماية مدينة الرياض من السيول من جهة، وتخزين المياه، لتغذية الآبار الواقعة بعد السد، من جهة أخرى. وبلغت سعته التخزينية حوالي 1.5 مليون متر مكعب. وفي سنة 1966، أقيم عليه سد آخر، يعرف بسد العيينة، ويقع على بعد 50 كم من الرياض. ويقوم بتخزين نحو مليون متر مكعب.

(3) وادي الدواسر وروافده القديمة

يعد من الأودية المهمة في المملكة، ويقع جنوب هضبة نجد، ويتجه صوب الشرق، بطول يصل إلى 300 كم، وتكمن أهميته في شبكة الروافد، التي تغذية بالمياه في عصور سابقة، لكنها لا تتصل به الآن، وأهم هذه الروافد:

( أ) وادي تثليت

ويبدأ من جنوب عسير (سراة قحطان) على حدود اليمن، ويتجه شمالاً حتى يصل إلى بلدة تثليت، يغير بعدها اتجاهه ناحية الشمال الشرقي، ليلتقي بوادي الدواسر، بعد أن يكون قد قطع مسافة تصل إلى 500 كم.

(ب) وادي بيشة

ويمتد لمسافة 500 كم من سراة عبيده في جبال عسير، متجهاً ناحية الشمال، مخترقاً هضبة عسير، فيمر بمدينة خميس مشيط ثم بيشة، يتجه بعدها نحو الشمال الشرقي إلى أن تنتهي معالمه قبل اتصاله بوادي الدواسر بمسافة قصيرة. وقد أقيم عليه سد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وافتتح في 9 مايو 1998.

(ج) وادي رنية

يصل طوله إلى 250 كم، ويبدأ من سراة غامد (شرق الباحة)، ويتجه باتجاه الشمال الشرقي، وبعد مروره بقرية الروضة، يغير اتجاهه ناحية الشرق إلى أن ينتهي عند رغوة قبل التقائه القديم بوادي بيشة.

(د) وادي تربة

يوازي وادي رنية، ويقع إلى الشمال الغربي منه، وينبع من سراة زهران متجهاً ناحية الشمال الشرقي، وبعد أن يمر بمدينة الخرمة، يغير اتجاهه إلى الشرق، ويعرف حينئذ بوادي الخرمة إلى أن ينتهي في عروق سبيع (22 ْ شمالاً)، بعد مسافة تقدر بنحو 400 كم من بدايته.

(هـ) وادي سرحان

يقع في أقصى شمال المملكة، وهو عبارة عن منخفض، يبلغ طوله حوالي 480 كم، وعرضه حوالي 16 كم. ويمتد بين منخفض الأزرق في المملكة الأردنية، ومنخفض الجوف في المملكة العربية السعودية. ويغذيه عدد من الروافد، تتصل به من جهة الغرب، بعد انحدارها من الهضبة الأردنية، مما يفسر توفر المياه الجوفية والسطحية والتربة الصالحة للزراعة، لذا، تزيد به الواحات، مثل: الحديثة، وكاف، والنبك، وقرقر في الشمال، ويطلق عليها قريات الملح، والعيسوية، وطبرجل في الوسط، ونبك أبو قصير في الجنوب.

(4) أودية البحر الأحمر

تنبع من المرتفعات الغربية، وتنحدر على سفوحها الغربية، التي تتميز بانحدارها الشديد، لذلك، فأوديتها شديدة الانحدار، قصيرة الطول، غزيرة المياه. وتنقسم إلى قسمين هما:

(أ) أودية إقليم عسير

ويبلغ عددها 24 وادياً، تبدأ من سراة عسير صوب البحر الأحمر، وتمتد من حدود المملكة الجنوبية حتى الليث شمالاً. ومن أهمها، وادي جيزان، ووادي ضمد في الجنوب، وإلى الشمال منها، وادي صبيا، ووادي بيش، يليها شمالاً وادي عتود، ووادي حلي، ووادي الليث.

(ب) أودية إقليم الحجاز

يبلغ عددها 16 وادياً، تمتد بين الليث جنوباً والعقبة شمالاً. ومن أهمها، وادي الليث، ووادي فاطمة، الذي يصب في البحر الأحمر جنوب جدة، ووادي الحمض، الذي يبدأ بالقرب من المدينة المنورة، ويصب في البحر الأحمر جنوب الوجه.

(5) أودية الساحل الشرقي

وهي التي تصب في الخليج العربي، وأهمها وادي المياه، ويمتد بين الجبيل شمالاً والمعقلا على حافة الدهناء الشرقية، ووادي المليح، الموازي لحقل بترول الغوار من جهة الشرق.

ب. المياه الجوفية  Underground Water

ويقصد بها المياه المتسربة من الأمطار خلال شقوق ومسام الصخور الرسوبية إلى باطن الأرض، وتُحفظ في طبقات رسوبية، تتخذ الشكل الحوضي، وترتكز على طبقات صلبة غير نافذة للمياه Aquifer. لذلك، تعد الصخور الرسوبية أكثر أنواع الصخور ملائمة لتخزين المياه، لما تتسم به من ارتفاع في درجة المسامية وكثرة الشقوق.

ولم يكن يُعرف شيء عن المياه الجوفية في المملكة حتى سنة 1936، عندما بدأت شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا حفر أول بئر للماء في الظهران، من أجل الاستخدام لعمال الشركة، وذلك خلال عمليات التنقيب وحفر آبار البترول بعدها زادت عمليات حفر الآبار، خاصة في المنطقة الشرقية من المملكة حتى سار إنتاج المياه يفوق حاجة السكان، وقد بلغ عدد الآبار الأهلية سنة 1997 حوالي 44080 بئراً، وعدد الآبار الحكومية، التي تم حفرها في السنةنفسهاحوالي 4606 بئر.

وتنقسم المياه الجوفية في المملكة إلى قسمين هما:

(1) المياه الجوفية تحت السطحية

ويعنى بها المياه الجوفية، التي توجد في الطبقات الجوفية القريبة من السطح، وتتوقف كمية المياه في الطبقة تحت السطحية على كمية الأمطار الساقطة بالمنطقة، وعلى عدد الأودية، التي تجرى بأراضيها، ودرجة المسامية في التكوينات الصخرية، التي تتألف منها.

ومن الدراسة السابقة، الخاصة بمظاهر سطح المملكة، وكمية الأمطار الساقطة عليها، والأودية، التي تجرى بأراضيها، يمكن تحديد المناطق الغنية بالمياه الجوفية تحت السطحية وهي:

( )- منطقة تهامة عسير

تستقبل كمية أمطار، تصل نسبتها إلى 45 سنتيمتر سنوياً، لذا، فهي تضم العديد من الأودية، أهمها جيزان، وصبيا، وبيش، كما أنها تتألف من صخور رسوبية تكون بمثابة خزانات هائلة للمياه الجوفية.

(ب) المناطق الداخلية

ويجـرى على أراضيها أكبر وأهم أودية المملكة، مثل: وادي الرمة ـ الباطن، وادي حنيفة ـ السهباء، ووادي الدواسر، مما يعوض قلة الأمطار بها، إذ لا تزيد كمية الأمطار الساقطة عليها عن 16 سنتيمتراً سنوياً.

أما بقية مناطق المملكة فلا تكون الأمطار الساقطة طبقة مائية ذات شأن كما في الهضاب الشمالية، والشرقية، والأجزاء الجنوبية.

(2) المياه الجوفية العميقة

وهي المياه، التي تجمعت في طبقات جوفية أكثر عمقاً من طبقة المياه تحت السطحية، ويصل عمقها إلى نحو 2500 متر، ومصدر هذه المياه الأمطار الغزيرة، التي كانت تسقط على المملكة في العصر (البلايوستوسين).

وتتميز الطبقات الحاوية للمياه الجوفية العميقة في المملكة، بانحدارها التدريجي من الغرب إلى الشرق، وبالتالي، أصبحت المناطق الشرقية أغنى مناطق المملكة بالمياه الجوفية العميقة، كما هو الحال في بريدة، وعنيزة، والرياض، والخرج، والافلاج، والأحساء.




[1] الزمن موحد في المملكة حسب توقيت الرياض العاصمة، واالتي يمر بها خط زوال 18َ 47ه شرقاً.

[2] الدروع هي مناطق صلبة ذات مقاومة شديدة للحركات الباطنية لذا لم تخضع أو تتأثر بحركات الالتواءات والانكسارات، وهي تُعد من أقدم مناطق العالم من حيث النشأة.

[3]يطلق عليها جبال السراة أي الأرض المرتفعة، ويطلق عليها أيضاً جبال الحجاز لأنها تحجز بين نجد وتهامة.

[4]  يطلق هذا التعبير على الأراضي المتسعة، التي أثرت فيها عواملالتعرية، وخاصة التعرية المائية، التي عملت على نحت واستواء سطحه.

[5] وهي من الشمال إلى الجنوب: حرة الحرة (أقصى شمال المملكة)، وحرة الرحا (جنوب مدينة تبوك)، وحرة العويرض (جنوب حرة الرحا)، وحرة اثنين (جنوب عرب مدينة حائل)، وحرة خيبر (شمال المدينة المنورة)، وحرة لنير (غرب حرة خيبر)، وحرة كرمة (جنوب حرة خيبر)، وحرة رهط (بين المدينة والطائف)، وحرة قشب (جنوب حرة اثنين وشرق حرة رهط)، وحرة حضن (جنوب حرة قشب وعرب سهل ركبة)، وحرة نواصف، وحرة البقوم، بين الخرما شمالاً وزهران جنوباً، ومدينة تربة غرباً ووادي بيشة شرقاً، وحرة البرك (على ساحل البحر الأحمر جنوب القنفذة).

[6] أحد طرق الحج القديمة لحجيج شمال شبة الجزيرة العربية إلى مكة المكرمة.

[7]  يستمد الهواء حرارته من الإشعاع الأرضي، الناتج بعد انعكاس الإشعاع الشمسي على سطح الأرض. ويكتسب الهواء حرارته بواسطة الغبار، والمواد العالقة فيه، والغازات الثقيلة، مثل ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وتعمل هذه جميعاً على امتصاص الحرارة، وبالتالي رفع درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض. أما إذا انخفضت نسبة وجود هذه المواد في المناطق الجبلية العالية، والتي لا يتمثل عندها سوى الغازات الخفيفة، التي لا تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة، فإن درجة الحرارة تقل درجة واحدة لكل 150 متر ارتفاع.

[8] المدى الحراري = درجة الحرارة العظمى – درجة الحرارة الصغرى.

[9] الأشعة المائلة أقل حرارة من الأشعة العمودية.

[10] سمي بالمرتفع الآزوري نسبة إلى جزر آزور في المحيط الأطلسي.

[11] الرطوبة نوعان هما: 1. الرطوبة المطلقة أو الكلية Absolute Humidity، وتقدر بوزن بخار الماء، والموجود بكل وحدة معنية من الهواء (أي جرام لكل لتر مكعب مثلاً). 2. الرطوبة النسبة Relative Humidity، وهي عبارة عن النسبة المئوية، بين كمية بخار الماء في وحدة معنية من الهواء، وبين كمية بخار الماء اللازم لتشبع هذا الحجم من الهواء، عند درجة الحرارة نفسها، وعند مقدار الضغط نفسه.