4. أعراض مرض الإيدز (أنظر شكل أعراض مرض الإيدز)

نتيجة للمراحل المتتابعة لعدوى فيروس نقص المناعة البشري، تحدث تغيرات جسيمة في الخلايا التائية لدى مرضى الإيدز. فيقل عددها بشكل ملحوظ، وتفقد قدرتها على إنتاج إفرازاتها المختلفة، كما تفقد قدرتها على مساعدة الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة.

أما الخلايا البائية، فإنها تفقد هي الأخرى قدرتها على إفراز الأجسام المضادة أو العصائر، على الرغم من نشاطها الواضح، الذي قد ينقلب ضد مصلحة الجسم، فتبدأ تلك الخلايا بإفراز أجسام مضادة لخلايا الجسم ذاته، فيهاجم الجسم نفسه، ويحدث ذلك تلفاً شديداً في الأنسجة المختلفة، وحساسية ضد مواد غذائية عديدة.

وبعد أن يقضي الفيروس على الخلايا المناعية الحاملة لمستقبلات س د4 يبدأ في البحث عن خلايا أخرى حاملة لتلك المستقبلات، مثل الخلايا الأكولة فيحد من قدرتها على مهاجمة الجراثيم، والخلايا العصبية، فيصير المريض شارد الذهن قليل التركيز، وبعض خلايا البنكرياس، فتفقد قدرتها على إفراز الهرمونات الهامة.

ونتيجة لهذه الحالة من نقص المناعة، والفوضى التي عمت وظائف الجسم المختلفة، فإن السرطانات سرعان ما تظهر في أعضاء الجسم المختلفة، مثل: الجلد، والرئة، والكبد، والقناة الهضمية. وتظهر كل هذه التغيرات على شكل أعراض مختلفة، تقسم تبعاً للأعضاء المصابة كالأتي:

أ. أعراض عصبية، تظهر على شكل صداع، واضطرابات عقلية، وعمى، وهي تنتج عن الالتهاب البكتيري للأغشية السحائية، والعدوى بفيروس مضخم الخلايا (CMV).

ب. أعراض تنفسية، نتيجة الإصابة بأنواع مختلفة عديدة من الالتهابات الرئوية الناتجة عن مجموعة من بكتيريا الالتهاب الرئوي، مثل Pneumocystis carinii, Pneumocystis pneumonae.

ج. أعراض معوية، وأشهرها الإسهال المزمن، نتيجة مجموعة من الطفيليات التي توجد بشكل طبيعي في داخل القناة الهضمية، إلا أنها تنشط بسبب النقص الملحوظ في مناعة الجسم.

د. أعراض جلدية، مثل ظهور بقع وبروزات ملونة منتشرة في جميع مناطق الجسم المختلفة.

هـ. بالإضافة إلى أعراض عامة مختلفة مثل تضخم عام في العقد الليمفاوية، وارتفاع درجة الحرارة، والعرق الغزير أثناء الليل، والإصابة بعدوى فطر الكانديدا البيضاء في مناطق مختلفة من الجسم تشمل الأعضاء التناسلية، والفم، واللثة، ومناطق اتصال الأطراف بالجسم. 

وعادة ما تنتهي تلك الأعراض بالوفاة نتيجة إصابة أي من الأعضاء الحيوية.