إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الذبحة الصدرية





أشعة لضيق في الشريان التاجي
مغلقات قنوات الكالسيوم
انسداد الشريان
الكشف عن احتشاء القلب
احتشاء في عضلة القلب
استبدال للشرايين التاجية
توسيع ضيق الشريان التاجي
ترسب الكوليسترول
تفتيت الرقعة الدهنية بالليزر
ضيق الشريان
قسطرة توسيع الشريان التاجي




مقدمة

الذبحة الصدرية  (Angina-Pectoris)

مقدمة

يصاب القلب بكثير من الأمراض التي تؤثر على كفاءة أدائه. فمنها ما يصيب عضلة القلب نفسها، ومنها ما يصيب الغشاء التاموري. كما أن منها ما يصيب الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب.

وتتعدد العوامل المسببة لأمراض القلب، من مريض إلى آخر، فقد تكون الأمراض نتيجة لأسباب وراثية، وقد تحدث نتيجة عيوب خلقية للجنين داخل رحم أمه، أو من جراء الأدوية التي تتعاطها الأم. وقد تنتج أمراض القلب، كذلك، عن السمنة، أو العادات الغذائية الخاطئة، أو غير ذلك.

وتحتل إصابات الشرايين التاجية الصدارة في قائمة مسببات وفيات البشر، وذلك على الرغم من التقدم الهائل في مجالات الطب والجراحة والصيدلة.

ويذكر التاريخ أن من أوائل الأطباء، الذين وصفوا أمراض الشرايين التاجية، هو ويليام هبردين (William Hiberden)، الذي لاحظ في عام 1767 أن بعض مرضاه يعانون من ألم في الصدر مع ضيق في التنفس فأطلق على هذه الحالة " الصدر المختنق" أو الذبحة الصدرية (Angina Pectoris). وقد غاب عن هيبردين أن القلب قد يكون مصدراً لهذا الألم، حتى لاحظ الطبيب البريطاني الشهير جينر (Jenner)، الذي قام بتشريح جثث بعض مرضى " هيبردين "، الذين توفوا نتيجة للذبحة الصدرية، أن بعض تفرعات الشرايين التاجية قد خلت من الدماء فصارت بيضاء اللون. ومن ملاحظات جينر، والمشاهدات التي قام بها هيبردين نفسه على المزيد من الجثث، تبين إلى أن سبب الذبحة الصدرية هو ضيق في شرايين القلب التاجية، قد يؤدي إلى انسداد فتنتج عنه الوفاة. وعلى الرغم من عدم دقة هذه التسمية إلاّ أنها مازالت شائعة حتى الآن.

وتُعرَّف الذبحة الصدرية على أنها ذلك الألم الذي يشعر به المريض تحت زائدة عظمة القص (في منتصف الصدر) أثناء المشي، أو بذل مجهود عضلي، ويزول الألم بالتوقف عن أداء هذا المجهود. وسبب هذه الآلام هو نقص الأكسجين، الذي يصل إلى عضلة القلب عن طريق الشرايين التاجية. ففي وجود الأكسجين تحترق المواد الغذائية احتراقاً كاملاً، أما في غيابه فإن المواد الغذائية تحترق احتراقاً جزئياً، يتولد عنه تجمع أحماض عضوية مثل حمض اللبنيك (Lactic Acid)، الذي يسبب تهيجاً في الأعصاب، فينتج عنه الشعور بآلام الذبحة الصدرية.

ويُعد السبب الرئيسي لنقص الأوكسجين المغذي لعضلة القلب هو ضيق أو تصلب الشرايين التاجية، ويطلق عليه باللغة الإنجليزية "أثيروسكليروزيس" (Atherosclirosis)، والشطر الأول من الكلمة "أثيرو" (Athero) يعني الخبز المبلل، إذ تتجمع المواد الدهنية ذات اللون الأصفر على جدار الشريان، أمّا الشطر الثاني (Sclerosis) فيعني فقدان المرونة. ففي هذه الحالة تفقد الشرايين قدرتها، على التمدد، لتدفع مزيداً من الدم إلى القلب أثناء القيام بمجهود.

وتصلب الشرايين، مرض تراكمي، يزداد عبر السنين، فيبدأ عادة في مرحلة الطفولة، وتظهر آثاره عند منتصف العمر. فتصلب الشرايين، وما يتبعه من ذبحة صدرية هو نتاج تراكمات طويلة، تبدأ من الطفولة حتى الكهولة.

وقد حاول كثير من العلماء، تفسير أسباب تصلب الشرايين، وطريقة حدوثه، بعديد من النظريات. وتُعدّ نظرية، زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، أحد أهم وأشهر هذه النظريات؛ إذ تربط هذه النظرية، حدوث تصلب الشرايين، بازدياد نسبة الكوليسترول في الدم، الذي يتراكم على الطبقة الداخلية المبطنة للشرايين على شكل شريط دقيق، بعضها لونه أبيض يميل للاصفرار (أُنظر شكل ترسب الكوليسترول). وقد تختفي بعض هذه الخيوط الدهنية تماماً، وقد يظل بعضها الآخر، فيكون عرضة لهجوم من الخلايا الدفاعية الأكولة (Phagocytes)، التي تحاول التخلص من جزئيات الكوليسترول بابتلاعها، فتبدو كفقاعات لامعة داخل الخلايا. وقد يتوقف المرض عند هذا الحد، أو قد يزداد باتحاد، الخيوط الدهنية بعضها ببعض، فتتكون رقعة بارزة صفراء اللون (Atherosclerotic Fibrous Plaque or "Atheroma") على الطبقة الداخلية المبطنة لجدار الشريان التاجي (أُنظر شكل ضيق الشريان).

وبازدياد بروز الرقعة المتصلبة يضيق الشريان التاجي، ويتبع ذلك نقص في كميات الدم، التي تصل إلى الجزء المُغذّى من عضلة القلب.

ويرجع عدم الشعور بالألم، طوال هذه المرحلة، إلى أن كمية الدم الواصلة لعضلة القلب، تكون كافية للانقباض والانبساط أثناء الراحة. أمّا إذا سدت الرقعة الدهنية ما يزيد عن 70% من قطر الشريان التاجي، فإن كمية الدم الواصلة إلى عضلة القلب تصبح عندئذ من القلة، بحيث لا تسمح لها بالانقباض والانبساط، بكفاءة عالية عند عمل أي مجهود، أو حتى أثناء الراحة.

وتتكون الرقعة الدهنية، من خلايا أكولة، ممتلئة بالكوليسترول، إضافة إلى خلايا عضلية ملساء، وكرات الدم البيضاء. وتكتسي هذه الرقعة، من الخارج، بطبقة ليفية سميكة، وقد تترسب جزئيات الكالسيوم، على هذه الرقعة، فيزيد من تصلبها. وقد يتشقق سطح الرقعة فتتكسر على حوافها الصفائح الدموية، مكونة جلطة دموية، تزيد من ضيق الشريان، ربما إلى حد الانسداد الكامل (أُنظر شكل انسداد الشريان)

وفي بعض الأحيان، قد يتسبب وجود الرقعة، في إحداث قطع في السطح الداخلي للشريان، فيحاول الجسم رأب هذا الصدع مكوناً، جلطة دموية فيزيد ذلك من ضيق الشريان.

وإن تعددت الأسباب ما بين رقعة دهنية، أو جلطة دموية، فإن النتيجة الحتمية تكون ضيق في الشريان، وفقدانه لمرونته.

وقد أكدت عديد من الدراسات، التي أجريت على مرضى تصلب الشرايين، أنه يوجد ارتباط بين هذا المرض، وبين عوامل مختلفة تزيد من معدل الإصابة به. وتشمل هذه العوامل ما يلي:

1. زيادة نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم

ارتبط تناول الأطعمة الدسمة، المحتوية على كميات كبيرة من الدهون، بمرض تصلب الشرايين. ويأتي على رأس هذه الأطعمة، تلك المحتوية على كميات كبيرة من الكوليسترول. ويطلق على الدهون كلمة "ليبيد" (Lipid). وعندما وتتحد الدهون مع البروتينات، تتكون ليبوبروتينات (Lipoproteins). وهناك عدة أنواع من الليبوبروتينات، يتميز أحدها عن الآخر باختلاف حجم الجزئيات، ونسبة وجود الكوليسترول بها. وهي بذلك تنقسم إلى نوعين:

الأول: الليبوبروتينات منخفضة Low Density Lipoproteins (LDL) وتمثل ثلثي الكوليسترول الموجود في الدم.

الثاني: الليبوبروتينات عالية (High Density Lipoproteins (HDL وهي المسؤولة عن نقل الكوليسترول من الدم إلى الكبد، للتخلص منه، في عملية يطلق عليها "النقل العكسي للكوليسترول"، وهي عملية ذات فائدة عظيمة؛ إذ تنقي الدم من الكوليسترول، فيقل ترسبه على جدر الشرايين، ومن ثم فإن انخفاض نسبة الليبوبروتينات عالية الكثافة، يعطي فرصة أكبر للإصابة بمرض تصلب الشرايين.

2. التدخين

ترتفع نسبة الإصابة بتصلب الشرايين التاجية، من ثلاثة إلى خمسة أضعاف في الذكور المدخنين، مقارنة بغير المدخنين. أمّا بالنسبة إلى الإناث، فإن النسبة تكون في المدخنات، عشرة أضعاف نسبتها في غير المدخنات. وتمثل مادة النيكوتين، الموجودة في السجائر، الخطر الأكبر على صحة المدخنين. والنيكوتين، مادة قلوية سامة، تؤدي إلى انقباض في الشرايين، كما أنها تزيد من التصاق الصفائح الدموية ببعضها، الأمر الذي قد يسبب جلطة دموية. وقد وُجد أن مستوى الكوليسترول عالي الكثافة، ينخفض في دم المدخنين، بينما يرتفع تركيز الكوليسترول منخفض الكثافة. وهكذا، فكل هذه العوامل، تلعب دوراً، في رفع نسب الإصابة بتصلب الشرايين عند المدخنين.

3. ارتفاع ضغط الدم

يزداد احتمال الإصابة بتصلب الشرايين طردياً، مع ارتفاع ضغط الدم. ولدى زيادة الضغط عن 160 / 95 سم زئبق، تكون احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين، خمسة أضعاف احتمالاتها، في حالات  الضغط العادي.

4. البدانة

هناك علاقة قوية، بين زيادة وزن الشخص، وتصلب الشرايين، خصوصاً الشرايين التاجية. ويعتبر الشخص بديناً، إذا تعدى وزن جسمه، الوزن المثالي له، بنسبة الخُمس.

5. المجهود البدني

أكدت الإحصائيات أن من يقومون بمجهود بدني منتظم يكونون أقل عرضة عن غيرهم للإصابة بالذبحة الصدرية أو تصلب الشرايين عامة والشرايين التاجية خاصة.

6. مرض البول السكري

وُجد أن معدل الإصابة بالذبحة الصدرية، يتضاعف في المصابين بالبول السكري عند مقارنتهم بغيرهم.

7. الجنس

يوجد تفاوت في نسبة حدوث الذبحة الصدرية، بين الرجال والنساء؛ إذ تبلغ نسبة حدوثها في الرجال، ثلاثة أضعاف، نسبة حدوثها في النساء.

8. الحالة النفسية

توصل الأطباء، إلى أن ثمة علاقة قوية، بين بعض الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، والتوتر، والقلق العصبي، وبين الإصابة بتصلب الشرايين التاجية.

ومن أولى الدراسات، التي أجريت في هذا المجال، تلك التي قام بها العالمان. فوكس، وفايدمان ( Fox & Weideman 1968) ، على سكان مدينة ليفركوزن الصناعية، بألمانيا، إذ بينت تلك الدراسة أن نسبة الإصابة بالذبحة الصدرية، تزداد بين كبار المسؤولين والمديرين، لتصل إلى 44.6 في الألف. بينما تقل هذه النسبة، بين صغار الموظفين، لتصل إلى 12.8 في الألف، بما يرجح، أن نمط حياة المريض يزيد من نسبة حدوث الأزمة القلبية.

9. الوراثة

يُعدّ الأطباء، أن سابقة تصلب الشرايين التاجية، في عائلة ما، هو إنذار إلى أفراد تلك العائلة، بأنهم معرضون، أكثر من غيرهم، لإصابتهم بالذبحة الصدرية.

10. تناول المشروبات الروحية

ثبت أن الإفراط في تناول المشروبات، المنبهة، والكحولية، مرتبط بحدوث الذبحة الصدرية، الناتجة عن تصلب الشرايين التاجية.