إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الذبحة الصدرية





أشعة لضيق في الشريان التاجي
مغلقات قنوات الكالسيوم
انسداد الشريان
الكشف عن احتشاء القلب
احتشاء في عضلة القلب
استبدال للشرايين التاجية
توسيع ضيق الشريان التاجي
ترسب الكوليسترول
تفتيت الرقعة الدهنية بالليزر
ضيق الشريان
قسطرة توسيع الشريان التاجي




مقدمة

ثالثاً: علاج الذبحة الصدرية والأزمة القلبية

عند شعور المريض بألم، في صدره عند القيام بمجهود، فينبغي عليه عرض نفسه، على طبيب متخصص. ويتوقف العلاج، على نسبة انسداد شرايين القلب، وعدد الشرايين المصابة، ونمط حياة المريض، ومدى معاناته. وعموماً، إذا كانت نسبة الانسداد في الشرايين التاجية بسيطة جداً، فإن الابتعاد عن العوامل التي تزيد من معدل الإصابة (مثل التدخين والمشروبات الكحولية)، مع إتباع حِمية غذائية صارمة، كفيل بأن يحسن من الحالة، ويوقف تطورها. كما يجب على المريض، أن يبتعد، تماماً عن الانفعالات والإجهاد، طوال فترة العلاج.

أمّا إذا كان الانسداد متوسطاً، فإن لدى الطبيب، عدداَ من الخيارات، مثل: إعطاء أدوية، أو إزالة الانسداد بقسطرة، أو استبدال الشريان التاجي المسدود، بوعاء دموي آخر يؤخذ من المريض. والطبيب هو صاحب القرار الأساسي، في تحديد أسلوب العلاج المناسب، وتقدير أولويات العلاج.

1. العلاج بالأدوية

تستخدم أدوية ومركبات عديدة، في علاج الذبحة الصدرية. والهدف من هذه الأدوية، هو توسيع الشرايين التاجية، وتقليل عدد ضربات القلب، وتخفيض ضغط الدم المرتفع. فلتوسيع أوعية القلب الدموية، يستخدم النيتروجليسرين في صورة أقراص توضع تحت اللسان. ويستخدم هذا الدواء في علاج الذبحات الصدرية، منذ عام 1879. وهو مادة متفجرة، تستخدم في صنع القنابل، إلاّ أن له قدرة عجيبة على تخفيف حدة آلام الذبحة الصدرية، في خلال دقائق من تعاطيه. وإذا استمر الألم أكثر من خمس دقائق بعد القرص الأول يؤخذ قرص ثانٍ. والنيتروجليسرين، يعمل على توسيع الأوردة، وليس الشرايين. وتوسيع الأوردة، يعمل على تقليل كمية الدم الراجعة إلى القلب، فيستريح المريض وتذهب الأعراض.

وقد تطور علاج الذبحة الصدرية، باستخدام كل من مادتي، البرازوسين (Prazosin)، ونيتروبروسيد الصوديوم (Sodium Nitroprusside)، لما لهما من تأثير متوازن، يعمل على توسيع كل من الشرايين والأوردة على حد سواء. وتؤخذ مادة نيتروبروسيد الصوديوم، بالحقن مع المحاليل، في الأوردة، بشكل مستمر، في الحالات التي تتطلب علاج طويل المدى. كما يُعطى ثنائي النترات أيزوسوربيد، في صورة أقراص توضع تحت اللسان.

كما يتم إعطاء المريض، عقاقير، لها القدرة على إغلاق مستقبلات، موجودة على عضلات القلب اسمها مستقبلات بيتا (B-Receptors). ومستقبلات بيتا، تتصل بالجهاز العصبي الودي (Sympathetic)، الذي يحث القلب على النبض السريع. والأدوية التي تتحد مع هذه المستقبلات (B-Blockers)، تمنع هذا الاتصال، الأمر الذي يقلل من سرعة نبضات القلب. فإذا ما قلت النبضات، قل المجهود العضلي، الذي يبذله القلب، وصارت الفترة الزمنية بين الانقباضتين، كافية لملء القلب بالدم، بما يزيد من كفاءة ضخ الدم، إلى جانب تقليل ضغط الدم. ومن أشهر الأدوية، التي تعمل على هذه المستقبلات، الإندرال.

الكالسيوم عنصر هام جداً في انقباض عضلة القلب. ويدخل الكالسيوم، إلى خلايا القلب العضلية، عن طريق قنوات سميت باسمه (Calcium Channel). وتوجد بعض العقاقير، التي لها القدرة على إغلاق قنوات الكالسيوم، الأمر الذي يقلل من دخول الكالسيوم، إلى الخلايا العضلية القلبية، فيقل انقباضها (أُنظر شكل مغلقات قنوات الكالسيوم)، ويستطيع القلب أن يحصل على فترات أطول للراحة. ومن أهم هذه الأدوية، الديلتيازيم (Diltiazem). ومما لا شك فيه، أن الدقة في حساب الجرعات، التي تؤخذ بها أدوية القلب، مهمة جداً، حتى لا تتوقف عضلة القلب عن النبض نهائياً.

يتحكم في ضغط الدم، داخل الجسم، عدة عوامل من أهمها، الأملاح. إذ إنه بزيادة الأملاح في جسم الإنسان، يرتفع ضغط الدم. ويتحكم في إخراج الأملاح من الكلى، مادة تسمى الأنجيوتنسين (Angiotensin)، والتي يلزم لتحويلها من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة، إنزيم يسمى "محول الأنجيوتنسين" (Angiotensin - Converting Enzyme)، الذي يقلل من إخراج الأملاح والماء من جسم الإنسان، عن طريق الكلى، فيرتفع الضغط داخل الأوعية الدموية. وقد استخدم العلماء، الأدوية التي تثبط عمل هذا الإنزيم، والتي يطلق عليها "مثبطات محول الأنجيوتنسين" (Angiotensin - Converting Enzyme Inhibitors)، لتقليل ضغط المرض، وبذلك يقل المجهود، الذي يبذله القلب.

وقد ابتكر العلماء، في المعهد القومي الأمريكي للصحة، جهازًا إلكترونياَ، يتكون من جزأين:

الجزء الأول: عبارة عن وحدة استقبال صغيرة، تزرع في الجسم، بالقرب من العصب الحائر، في منطقة الرقبة.

والجزء الثاني: عبارة عن حزام، يلف حول الوسط، يلبسه المريض. ويتصل هذا الحزام بجهاز ينبه ببداية الأزمة القلبية، أو عند حدوث أي اضطراب في ضربات القلب. فيضغط المريض على زر الجهاز الموجود بحزامه، فيرسل إشارة كهربائية، يستقبلها الجهاز الموجود بالرقبة، عند العصب الحائر، فيرسل بدوره إشارة إلى القلب، لتخفيف ضرباته، وتقليل مجهوده، فيمنع ذلك تطور الحالة، فتخف حدتها ويقل شعور المريض بالألم.

وفي بعض الحالات، قد ينصح الطبيب، بتناول مادة لمنع تجلط الدم. إذ إن وجود ضيق في الشرايين، يزيد من إمكانية حدوث جلطة دموية، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث انسداد كامل. وغالباً ما يكون الدواء، هو جرعة صغيرة من الأسبرين (75 - 85 ملجم)، يتناولها المريض يومياً. ومن الأطباء، من ينصح بأدوية أخرى، لمنع التجلط، كالهيبارين، حتى تستقر حالة المريض، ويتم التشخيص الدقيق.

وينصح الأطباء، وعلماء التغذية، مرضى الذبحة الصدرية، والمعرَّضون لحدوث الأزمة القلبية، باتباع نظام غذائي، لإنقاص أوزانهم. ويقوم هذا النظام، على استبدال الشحوم الحيوانية، بزيوت نباتية، والإقلال من الأغذية الغنية بالكوليسترول، مع الإكثار من الخضراوات الطازجة، والفاكهة، وممارسة الرياضة.

2. التدخل الجراحي النصفي والكامل

عندما لا يستجيب المريض للعلاج الدوائي، أو إذا كان القصور في الشريان كبيراً، فإن ذلك يستوجب التدخل الجراحي. وأول من استخدم الجراحة في علاج أمراض القلب، هو الجراح روبرت جروس (Robert Gross)، عام 1938، حيث تدخَّل جراحياً، لعلاج تشوه خلقي في قلب طفل، ثم تلاه الدكتور تشارلز بيلي (Charles Belly)، بعد ذلك بعشر سنوات، بعملية جراحية، قام فيها بتوسيع الصمام الميترالي.

وفي عام 1952، كان التطور الحقيقي، في جراحة القلب، عندما تمكن جيبون (John Gibbon)، من اختراع جهاز القلب والرئة الصناعية، الذي مَكَّن الأطباء، من إجراء العمليات الجراحية، على القلب، في الوقت الذي يُدفع فيه الدم، وينقى بواسطة جهاز القلب والرئة الصناعية. وقد صارت جراحات علاج قصور الشرايين التاجية، من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً، التي تتم بإحدى طريقتين، إما توسيع الشرايين المصابة بقسطرة، أو إحلال الأوعية المسدودة بأخرى صالحة.

وقد تمكن الجراح آرثر كلاينبرج (Arthur Kleinberg)، من استبدال شرايين تاجية مسدودة، لمريض، بشرايين أخرى، استؤصلت من نفس المريض. ثم تلاه الدكتور رينيه فالفورد (René Walford)، عام 1969، إذ قام بأخذ وريد من ساق المريض، ثم  ثبّته في الأورطى من ناحية، بينما ثبت الطرف الآخر، في الشريان التاجي المصاب، تحت منطقة الانسداد مباشرة، وبالتالي وجد الدم مجرىً جديدًا غير المجرى المسدود. (أنظر شكل استبدال للشرايين التاجية). وقد لاقت هذه الجراحة، نجاحًا باهرًا، وهي تُجرى الآن على نطاق واسع.

وفي عام 1970، استحدث جراح القلب السويسري، جروفتزج (Al Growizig)، تدخلاً جراحياً بسيطاً، اعتمد على إدخال قسطرة دقيقة، في طرفها بالونة صغيرة (أُنظر شكل قسطرة توسيع الشريان التاجي)، تسير القسطرة مع مجرى الدم، حتى تصل إلى مكان الانسداد، وعندها تُملأ البالونة بالهواء فتضغط على الرقعة الدهنية المكونة للسدة، فتنضغط ويقل حجمها، فيسير الدم في مجراه الطبيعي من جديد (أُنظر شكل توسيع ضيق الشريان التاجي).

ثم تطورت تقنية استخدام القسطرة، فصارت تزوَّد بمصدر لأشعة الليزر، الذي يسلط على الرقعة الدهنية، فيفتتها في ثوان معدودة. ثم يتم شفطها والتخلص منها نهائيًا (أُنظر شكل تفتيت الرقعة الدهنية بالليزر). وفي أحيان كثيرة تعود الرقعة الدهنية لتتكون من جديد. لذا، وجد أنه ينبغي إعادة إجراء هذه العملية كل 3 إلى 5 سنوات. وللتغلب على ذلك، يتم وضع شبكة دائرية، بنفس قطر الشريان المصاب، وطولها، هو نفس طول الرقعة الدهنية، يطلق عليها "الدعامة" Stint. وتُصنع الدعامة، من صلب خاص، تنمو عليه خلايا الشريان، فتصير ملساء مماثلة تماماً لجدار الشريان السليم.

3. التعامل مع الأزمة القلبية

أمّا عند شعور المريض، بألم شديد في صدره، لا يتوقف حتى عند الراحة، فلابد للمريض أن يقلع عن أي مجهود كان يؤديه، كما يجب الإسراع بنقله إلى المستشفى؛ فكل ثانية لها قيمتها.

وعند وصول المريض إلى المستشفى، يجري تخفيف الآلام، باستخدام المسكنات القوية، التي تهدئ من روع المريض، وتجعله يخلد إلى النوم، على الرغم من الآلام والقلق. كما يُسمح للمريض، باستنشاق غاز الأكسجين المركَّز، من أسطوانات معبأة تحت ضغط معين. ويتركز فيها الأكسجين، بما يعادل ثلاثة أضعاف ما في الهواء الجوي.

ويبدأ الأطباء، على الفور، في تشخيص الحالة، ووضع نظام علاجي، بترتيب يعتمد على مدى تطور الحالة واستقرارها، والحالة الصحية العامة للمريض، والفترة الزمنية التي مرت بين بداية حدوث الأزمة القلبية، ووصول المريض إلى المستشفى.

وعموماً، لا تخرج أنواع العلاج، عن ما سبق وصفه لعلاج الذبحة الصدرية، سواء كان ذلك، عن طريق الأدوية، أو التدخل الجراحي. إلاّ أنه في أغلب الأحوال، يُعطى المريض، مواداً مذيبة للجلطة الدموية.