إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية، أثينا 2004




من حفل الافتتاح
من حفل الختام
مؤدو القَسَم الأوليمبي
مجمع أثينا الأوليمبي
إيقاد الشعلة الأوليمبية
مركز العمليات التقنية
مسرح ديونيسوس
معبد أغورا
المنشآت الرياضية
المنطاد الأمني
الأكروبوليس
الاستاد الأوليمبي
الرئيس اليوناني يفتتح الدورة
جبل الأوليمب

مسار الشعلة الأوليمبية
تميمة الدورة
شعار الدورة




مقدمة

المبحث الثامن

المنشطات في الدورات الأوليمبية

ظهر في المنافسات الرياضية، خلال العقود الثلاثة المنصرمة، تأثير استخدام المنشطات في المجال الرياضي. ويبدو أن الرياضيين يلجأون إلى هذه المنشطات سعياً إلى إحراز البطولة، التي تحتاج إلى قوة أكثر، أو سرعة أكبر، أو تحمل أطول، أو تأخير ظهور التعب أو الإحساس بالألم.

أولاً. ماهية المنشطات؟

المنشطات، في أغلب الأحيان مواد كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي والمخ، بالكيفية التي تتكون منها هذه المنشطات. ومن أنواعها المشهورة: الأمفيتامينات Amphetamines، والإيفيدرين Ephadrine، والكوكايين Cocaine ومشتقاته، والسالبوتامال Salbutmal. وقد يلجأ الرياضيون إلى استخدام المسكنات، ومن أنواعها: المورفين Morphine، والميثادون Methadone، والهيروين Heroin بمشتقاته، والبيثيدين Pethidine.

وتؤدي المنشطات إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة النزعة العدوانية والشعور بالتوتر والقلق، وتناولها بمعدلات عالية أو بانتظام يؤدي إلى فقدان الشهية، وسرعة وعدم انتظام ضربات القلب، والشعور بالألم في الصدر، والصداع، وخفقان القلب.

وتؤدي المسكنات إلى عدم الشعور بالألم أو الإحساس به، وتمكِّن الرياضي من المنافسة والأداء الرياضي الكبير لفترات طويلة. وقد يتناولها الرياضي لعدم الشعور بالألم الناتج من الصدمات أو الإصابات، أو عند الشعور بوعكة صحية قبل المنافسات.

وعند تناولها لفترة طويلة، أو زيادة الجرعات، تؤدي إلى فقدان الانتباه والتركيز أو التوازن، ويشعر بعدها الرياضي بحاجته إلى النوم أو القيء والهزال، الذي يؤدي إلى فقدان الوعي، والدخول في غيبوبة.

والمركبات الكيميائية بسرعتها في الامتصاص، يمكن أن تُكتشف بعد تناولها بفترة قصيرة، أما مركبات المسكنات، فيمكن أن تظل أثارها لفترة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، ومن ثم يمكن اكتشافها بعد فترة طويلة من تناولها.

ثانياً. أنواع المنشطات

1. هرمونات ذكرية

تعمل كوظائف هرمون التستسترون الذكري Testosterone Hormone Male، ومن مركباتها: الناندولون Nandolone، والتيتراهيدوجيسترينون Tetra Hydro Gestrenone (THG)، والستانور Satanore، وأندروستيديون Andro Steedion، والمركب الكيميائي DHEA.

وهذه المواد يتناولها الرياضي بهدف زيادة حجم العضلات، ومن ثَم زيادة القوة العضلية. كما تؤدي إلى زيادة القدرة الهجومية والشعور بقوة التنافس.

وهي، من ناحية أخرى، تؤدي، عند الاستخدام من دون إرشادات وإشراف طبي، لدى الذكور من اللاعبين، إلى تليف الكليتين، وكبر حجم الثدي، وتساقط الشعر المبكر. وقد تؤدي إلى ضمور وإصابة الخصيتين والعقم، والعنة، وزيادة الشهوة الجنسية غير الطبيعية.

أما لدى الإناث من اللاعبات، فيؤدي إلى ظهور صفات الذكورة لديهن، مثل زيادة نمو الشعر في الأماكن المختلفة والوجه، وخشونة نبرات الصوت، وخلل في توقيتات الدورة الشهرية.

وتظل آثار تلك المركبات في الجسم لمدة تصل إلى ستة أشهر، وتظهر عند تحليل البول.

2. مدرات البول

وهي مركبات تؤدي إلى خفض النسب الطبيعية للسوائل في الجسم، ومنها: استيزولاميد Estezolamide، والكلورثاليدون Chlorthalidon، والترايمترين Ultrametrine، وتؤدي زيادة معدل التبول لتخفيف الوزن.

ويتناول تلك المواد الرياضيون، بهدف تخفيف الأوزان في الرياضات التي تتحكم الأوزان في منافساتها، مثل الملاكمة، والمصارعة، ورفع الأثقال.

وتلك المدرات تسبب، نتيجة لنقص السوائل، إلى الجفاف والشعور بعدم الاتزان، والتشنجات، والقيء، وتليف الكليتين. وتظهر آثار تلك المدرات عند تحليل واختبار عينات من البول.

3. الهرمونات

وهي مواد يقوم الجسم بإنتاجها للحفاظ على الجوانب البيولوجية والفسيولوجية التي تمكن الجسم من القيام بوظائفه المختلفة، مثل: هرمون النمو HGH، وهرمون إنتاج كرات الدم الحمراء EPO، وهرمونات الطاقة البشرية HCG.

وتعمل الهرمونات على زيادة القدرة البنائية للجهاز العضلي المحرك للأداء الرياضي، بما قد يؤدي إلى سرعة الاستشفاء من الإصابات أو تقليل الشعور بالتعب العضلي نتيجة الأحمال الزائدة في المنافسات أو التدريب. كما تؤدي إلى تحسن عمليات تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

وإن كانت الهرمونات، من ناحية أخرى، ونتيجة عدم الإشراف الطبي على تناولها، قد تؤدي إلى تضخم الأطراف، مثل اليدين والقدمين والوجه، نتيجة حدوث خلل في الغدة النخامية. ويؤدي هرمون EPO، دون الإشراف الطبي، إلى تخثر الدم وحدوث الأزمات القلبية والسكتة الدماغية، وحدوث حالات الوفاة.

ويحتاج استخدام هذه الهرمونات إلى إمكانية تحليل متقدمة وفنيات معملية متخصصة، لذلك قد يصعب اكتشافها في الحال، كما في بعض المنشطات الأخرى.

4. الطريقة الميكانيكية للمنشطات

يُطلق عليها، مجازاً، الطريقة الميكانيكية، لأنها تعتمد على نقل كريات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين إلى اللاعبين، إما بحقن الرياضي بكريات دم حمراء من شخص آخر سليم، أو بسحب كمية من دم الرياضي والاحتفاظ بها خارجياً لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، بوسائل حفظ طبية مجهزة، ثم حقن اللاعب بهذا الدم قبل المنافسات بهدف زيادة عدد كريات الدم الحمراء الحاملة للأكسجين، ومن ثَم، زيادة واستمرار طاقة الأداء الرياضي في التحمل لفترات طويلة.

وقد يؤدي استخدام هذه الطريقة إلى الإصابة بجلطات الدم، وتأثر الجهاز الدوري، وإلى تليف الكليتين، بجانب إمكانية نقل أمراض معدية خطيرة إلى اللاعبين. وهذه الطريقة من الصعب اكتشافها معملياً، خاصة إذا كانت عينة الدم هي من اللاعب نفسه.

5. الخداع

وتعتمد هذه الطريقة على عدم يقظة المختص الذي يأخذ العينات، وفيها يستبدل اللاعب، الذي يدرك أنه من السهولة اكتشاف المواد المنشطة التي تناولها، بعينة من شخص آخر لم يتناول أي منشطات سابقاً. وهي طريقة يتوقف فيها الاكتشاف على إتباع المختص لتعليمات أخذ العينات.

وفي دورة أثينا 2004، تم إجراء 1821 فحصاً للكشف عن المنشطات، منها 1414 عينة بول، و407 عينة دم. وقد تم اكتشاف تسع حالات منشطات في رفع الأثقال، وحالتين في البيسبول وحالة واحدة في كل من رمي الجلة والملاكمة.

إلا أن قضية المنشطات أُثيرت بشدة بين الوفد اليوناني ليلة افتتاح الدورة، واستدعى العداء اليوناني "كوستاس كنتيرس"، واللاعبة اليونانية "كاثرينا ثانو"، للمثول أمام لجنة تحقيق تابعة للجنة الأوليمبية، بسبب تخلفهما عن موعد فحص المنشطات.

ويُذكر أن "كنتريس" هو حامل اللقب الأولمبي لسباق 200 م، وكان مقرراً أن يوقد الشعلة في حفل الافتتاح، وقد برر الوفد اليوناني تخلفهما بسبب الظروف الصحية للعدائين، بعدما ذكرا أنهما تعرضا لحادث سير أثناء ركوبهما دراجة نارية.

وكان قد تقرر تحديد موعد آخر للفحص، ولكن رئيس اللجنة الأوليمبية البلجيكي "جاك روج" ذكر أن تأجيل الفحص قد يمكنهم من التخلص من أي مواد محظورة نتيجة تناولهما المنشطات.

وفي حينها أصدر المدعي العام بأثينا قراراً بإجراء التحقيق في الحادث الخاص بالعدائين اليونانيين بالدراجة النارية على الطريق السريع. ونتيجة للتحقيقات، التي كان من المقرر إجراؤها، فضَّل اليونانيان بطل أولمبياد سيدني في سباق 200 م، وبطلة أولمبياد سيدني في سباق 100 م، الانسحاب من أولمبياد أثينا 2004، بعد أن كان من المتوقع استبعادهما من قِبل اللجنة الأولمبية الدولية، لتخلفهما عن إجراء فحص للكشف عن المنشطات.

من جانب آخر، اعترف العداء الأيرلندي "كاثال لومبارد" بتعاطي المنشطات، وأرجع ذلك إلى الضغوط التي تعرض لها من أجل الفوز بالأولمبياد.

ومن الذين استُبعدوا من الدورة بسبب تعاطي المنشطات من قِبل اللجنة الأوليمبية:

أ. ماريا لونس، لاعبة الدراجات الكولومبية، للنتيجة الإيجابية للتحليل.

ب. أدريان أنيوس، لاعب المطرقة المجري، للنتيجة الإيجابية للتحليل.

وأعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية، أيضاً، أنها جردت الرباع اليوناني "ليوندياس سامبانيس" رسمياً من الميدالية البرونزية التي فاز بها في وزن 62 كجم، بعد ثبوت تناوله المنشطات، وحصل عليها بدلاً منه الرباع الفنزويلي، بعد أن كان ترتيبه الرابع. وكان الفحص قد أثبت تناول اللاعب لهرمون (التستسرون) الذكري. ويُذكر أن هذا اللاعب قد أحرز الميدالية الفضية في دورة أتلانتا 1996، ودورة سيدني 2000.