280 ـ خديجة بنت خويلِد ( أم المؤمنين ) ( 68 ـ 3 ق . هـ ) = ( 556 ـ 620 م )

خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزي، من قريش. أولى زوجات رسول الله. ولِدت في مكة، في بيت شرَف ويَسار، فنشأت علي التخلق بالأخلاق الحميدة الفاضلة، وكانت ذات عقل راجح، وأمر نافذ، وبصيرة قوية بالأمور. كانت تُعرف في الجاهلية بالطاهرة. تزوجت بأبي هالة بن ذرارة التميمي، فمات عنها. وكانت ذات مال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام. ولمّا بلغ رسول الله الخامسة والعشرين، خرج في تجارة لها وعاد رابِحاً، فعرَضَت عليه الزواج، فأجابها وتزوجها ولها من العمر أربعون سنة، قبْل بعثته، فأقامت معه أربعاً وعشرين عاماً، فولَدَت له القاسم ( وكان يُكَنّى به )، وعبدالله ( وهو الطاهِر والطيِّب ) وزينب ورُقيّة وأم كُلثوم وفاطمة. ولمّا بُعِث رسول الله دعاها إلى الإسلام، فكانت أول مَن أسلَم مِن النساء. كانت تُكَنّى بأُم هِند. أنفقَت أم المؤمنين خديجة كثيراً من مالها تأييداً لرسول الله، وقد سانَدَته بكل ما تملِك، ووقَفَت بجانبه. وكان رسول الله كثير الاعتراف بفضلها ومَعروفها وعِشرَتها الطيبة معه، وظل يذكرها كثيراً بعد مماتها. توفيت أم المؤمنين خديجة في مكة، قبل الهجرة بثلاثة أعوام، ولها من العمر أربعة وستون، وقيل خمسة وستون عاماً، ودُفِنَت بالحجون. وسُمّي العام الي ماتت فيه هي وأبو طالب، عمّ الرسول، عام الحُزن، لِفَرط حُزنه عليها وعلى عمِّه. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَجْمَعِينَ