إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913-1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336-377"

الرئيس [ ناظم القدسي ] - الكلمة للسيد عبد الرؤوف ابو طوق.

السيد عبد الرؤوف ابو طوق - سيدي الرئيس، لا شك بان الأمة العربية لها تاريخ مجيد حافل بعظائم الأمور، وأني اجمل ذلك التاريخ، اجمله بكلمة رسالة، هي الرسالة الواحدة التي جاء بها العربي الأول محمد بن عبد الله الهاشمي العربي. واني لأرجع إلى مبدأ هذا التاريخ وإلى بدء تلك الرسالة المحمدية العظيمة فأجد ان محمد بن عبد الله عندما حمل هذه الرسالة قام قبل كل شيء يوحد صفوف العرب ويجمع كلمتهم ويقلص ظل الاستعمار، استعمار الفرس والرومان عن بلاد العرب جميعا، ولقد تذكرت في ذلك التاريخ ان هذا العربي الأول صاحب هذه الرسالة العظمى عندما اضطهده أهله وذووه ترك بلده التي كانت تأويه وهاجر هو وذووه والمهاجرون إلى المدينة المنورة، وكان هناك بطنان من بطون العرب هما: الاوس والخزرج، وكانا على طرفي نقيض والحرب قائمة بينهما فما زال عليه الصلاة والسلام يجمع شملهما ويوحد صفوفهما وينفث في قلوبهما المحبة الصادقة حتى تآخيا تحت لواء هذه الرسالة العظمى ثم سعى إلى وحدة المهاجرين والانصار فآخى بينهما جميعاً. فتألفت من هذه الاخوة الاسلامية اخوة صادقة متينة وهنالك تألف أول جيش وكان النواة الأولى لتحرير الجريزة العربية بكاملها، ومن بعدها قضي على نفوذ الغطرسة والاستعمار القاسي من الفرس والرومان، والتاريخ يعيد نفسه، فلقد قال ذلك الرسول الكريم (من جاءكم - وامركم جمع على رجل واحد منكم - يريد ان يشق عصاكم أو يفرق شملكم فاقتلوه).

ولا شك ان الاستعمار البغيض انى كانت وجهته وفي أية بقعة كان موطنه فانه قفص من حديد حوله النار فاذا دخله واحد وقع في هذا القفص واحترق. ولقد حطمنا الأقفاص كلها وأصبحنا أحرارا فما على الأمة العربية جمعاء الا ان ترجع إلى رسالتها الأولى فتوحد صفوفها، وتجمع كلمتها وتحطم ما بقي في ارجلها. من قيود الذل والاستعمار، ثم تمشي الى الامام تحمل رسالتها الاولى، تلك الرسالة التي هي رسالة الحق والعدل والطمأنينة للعالم كله، واني لأتقدم بالشكر العميق إلى هذه الحكومة التي تجمعت من فئات وأحزاب مختلفة وانصهرت في بوتقة الوحدة العربية، فافتحوا صدوركم وافتحوا قلوبكم للشعوب العربية جمعاء وإذا وقف في وجهكم سياسي عربي له صلة بمستعمر فأثيروا تلك الشعوب عليه حتى يعود الى الامة العربية، او يداس تحت اقدامها. فالامة العربية، امة واحدة ذات رسالة اسلامية خالدة (تصقيق).

<14>