إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) الجمهورية العربية المتحدة
" المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 2، 1990، ص 336 - 377 "

الرئيس [ ناظم القدسي ] - الكلمة للسيد رئيف الملقي.

السيد رئيف الملقي - سيدي الرئيس زملائي الأكارم، لا شك ان البلاد العربية مدينة لنضال رجال العروبة منذ خمسين سنة كما أشار إلى ذلك الزميل السيد عدنان الاتاسي. ومما جاء في كلمته انه لم يخطر على بال هؤلاء ان البلاد بعد ان تحررت من الدولة العثمانية انقسمت بهذا الشكل لان النضال في الماضي كان يستهدف الوحدة العربية وهذا صحيح فبقيت هذه الملاحظة وهي عدم خطور هذه النتيجة على باله.

أريد ان أرجع إلى التاريخ قليلا، تذكرون اخواني انه حينما دخلت جيوش ابراهيم باشا إلى سوريا واشتبكت مع الجيش العثماني ووقعت المعركة الفاصلة في موقعة " نصيبين " التي هي موقع قضاء مدينة القامشلي، حالياً، وانهار الجيش العثماني وزحف الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا المصري في الاناضول دون ان يلقى أية مقاومة إلى ان وصل الى " كتاهية " وأصبحت أبواب القسطنطينية مفتوحة في وجهه، فتدخل حينذاك الحلفاء وهم من نسميهم في هذه الأيام "الغربيين" فوقفوا في وجه ابراهيم باشا المصري واضطروه إلى العودة إلى سوريا. لان " الغربيين " يوافقون دعم حركة تهدف إلى وحدة قومية عربية، لقد لاح منذ ذلك التاريخ هذا البارق في الأفق العربي للوحدة العربية ولكن لم يشأ المستعمرون ان يعود هذا العربي إلى سابق مجده للمساهمة في تقدم الإنسانية لان الرسالة التي تظهر من هذا الشرق تعارض أطماع الغربيين، أطماعهم المادية الخسيسة، ثم بعد ذلك أثاروا المشاكل في جنوب سوريا على ابراهيم باشا إلى ان اضطر للرجوع إلى مصر وهكذا ضرب الغربيون صفحاً عن تحرك الوحدة العربية من سوريا ومصر. ان الدولة العثمانية كانت بحالة [ من ] الضعف لا تستطيع معها ان تفرض الأمن فى منطقة من مناطقها فكانت تستعين بابراهيم باشا المصري لإخضاع حركة في وسط الجزيرة العربية في الماضي كما انها استنجدت بجيش ابراهيم باشا المصري تجاه الحركة التي قامت في اليونان، وكان الغربيون يعلمون ذلك ولكن كانوا يحافظون على هذه الدولة الضعيفة ويلقبونها بالرجل " المريض " تنافسا بين الغربيين وبين قيصر روسيا لانهم لو أرادوا ان يقتسموها ويستولوا على أجزائها فقد يؤدي ذلك إلى خروج روسيا إلى البحر المتوسط وهذا ما لا يريدونه إلى ان كانت الحرب العالمية الأولى وتضعضع الجيش الروسي فاضطرت روسيا لعقد صلح منفرد قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي نهايتها كسرت كل من تركيا وألمانيا وكانت هناك معاهدات سرية بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام هذا الشرق فكانت سوريا من حصة فرنسا، وجنوبها فلسطين من حصة

<21>