إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



وخارجها عند العراقيين، عند خط البداية، مثلما هو في نتيجتها النهائية، وكمحصلة طبيعية لهذا النوع من الصراع..

          ومن أجل أن نزيد بعوامل إضافية تأكيد هذا الوصف، كل على مايستحقه على طرفي الصراع، نأخذ أمثلة محدودة من بين كمّ هائل وركام كبير، ومن ذلك أن العراق أطلق سراح كل أسرى إيران، بعد زمن من توقف القتال، عدا واحداً منهم أطلق سراحه أخيراً، وفق ما ورد في خطابنا، في العام الماضي، بنفس المناسبة، وقد أطلقنا سراحهم مهتدين بالمبادئ، التي نؤمن بها، مستندة إلى عمقها العظيم، معاني الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ ثورة تموز المجيدة.. وكان أسرى إيران، طيلة وجودهم في أقفاص الأسر، على اتصال بالصليب الأحمر الدولي، ويتمتعون بحقوق الأسير، وفق سياقها الصحيح، فيما تحتفظ إيران حتى الآن بآلاف الأسرى العراقيين، وبعضهم ترفض حتى أن تسجله لدى الصليب الأحمر، ونال وينال أسرانا الأبطال شتى صنوف التعذيب والضغط، بل والقتل داخل أقفاص الأسرى في أحيان كثيرة، لا لشيء إلا لأنهم يحترمون آدميتهم، وإنسانيتهم، ووطنيتهم، ومبادئ أمتهم، فلا يخونون، ولا يسيئون لوطنهم وشعبهم، ولا يذكرون رموزهم ومبادئهم بسوء، وإن تصرف إيران هذا ليس له مثيل، ولأنه ليس له مثيل، لذلك ليس أمامنا إلا أن نبحث في جانب من التاريخ لنهتدي إلى أسبابه ووصفه، لنقول إن وصف هذا التصرف لا يصدر إلا عمن ينطبق عليه الوصف المقابل بالضد لوصف شعب العراق، ونظامه، ومعانيه، وقيادته، ومعانيها، ولأن كلا العنوانين: العراق من جهة، وإيران من جهة أخرى، قد بان وصفه، وفعله، ومنهجه، ومسلكه، بعد هذا الزمن من الحكم والصراع.. فإن بإمكان القريب والبعيد، ومنهم شعوب إيران، أن يرتب لكل من الحالين وصفه، وما هو لصالحه، أو عليه.

          والمثل الثاني، هو أن العراق قد أودع طائرات مدنية وحربية لدى إيران، بعضها قبل أن تبدأ المنازلة الثلاثينية في أم المعارك، وبعضها أثناء المنازلة، على أساس تصور خاطئ من جانبنا، بأن المعنيين في إيران يمكن أن يشتركوا في ميزة ما هو مشترك في الإنسانية، وينحوا منحى الخير، وعلى أساس أن إيران لم تعد عدواً للعراق، بعد أن غلبنا الله على صف الشر في 8/8/1988، وتوقف القتال باتفاق الطرفين، وعلى أساس ما أوحى به استذكارنا لشعارات المسؤولين في إيران، على عهد من مضى، وبعضه مستمر، ومن بين ذلك استذكرنا شعاراتهم عن أمريكا يومذاك، والتي كانوا يسمونها بالشيطان الأكبر، متصورين نحن، خطأ، إمكانية تشبث المسؤولين فيها بالحد الأدنى من تلك الشعارات، لأننا لم نكن نتصور آنذاك، أن كائناً من كان، وبخاصة أولئك الذين يقولون بالإسلام ديناً لهم، يمكن أن يقولوا بخلاف ما يضمرون، وأن يتخلوا عن شعاراتهم بين ليلة

<6>