إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية في 26 يوليه 1966

وانتهى عبد الناصر. وكان الشعب العربي.. الشعب المناضل الوطني.. الشعب الذي يأمل في المستقبل والشعب أخذ سبيل النضال كان يشعر بالدموع وهو يرى ثورتكم هنا ثورة الأمة العربية تجابه بريطانيا وفرنسا.

         ولكن أيها الأخوة المواطنون ليس هناك نصر يعز على المناضلين المؤمنين بحقهم، استطعنا أن ننتصر ولكني اليوم بعد عشر سنوات أقول لن يمر بنا مثل ما مر في هذه الأيام جيوش تلت دول هاجمتنا، الرجعيات كلها تآمرت علينا نوري السعيد وملوك الأسرة الهاشمية كانوا بيتعشوا مع المستر ايدن يوم 26 يوليه سنة 56 ونوري السعيد حسب ايدن ما كتب في مذكراته وقله بعد ما وصلهم خبر تأميم القنال على العشا وسد نفسهم أن الحل الوحيد النهاردة والفرصة الوحيدة انكوا تضربوا جمال عبد الناصر.

         طبعاً الرجعية في كل وطن عربي كميل شمعون في لبنان، وكميل شمعون كما يعلم العرب جميعاً كان عميل بريطاني وما زال عميل بريطاني. الرجعيات التقليدية في كل البلاد العربية كانت تتآمر. الرجعية العربية في سوريا في هذه الأيام كانت تتآمر. ولهذا حينما طلب من الجيش السوري أن يشترك معنا في مواجهة إسرائيل قلنا له إن المعركة أكبر من إسرائيل وأن هناك تآمر رجعي في داخل سوريا وأن المعركة عبارة عن تحالف الصهيونية والاستعمار والرجعية وأن نوري السعيد والرجعيات العربية وكميل شمعون وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وكانت الجزائر في هذه الأيام مستعمرة فرنسية وكانت فرنسا تعتقد أنها إذا ضربتنا هنا في مصر تستطيع أن تحل مشاكلها في الجزائر. ولم تكن تعلم فرنسا في هذه الأيام أن الشعب الجزائري صمم على أن يحصل على استقلاله وعلى حريته مهما كان الثمن. وإننا هنا أيضاً صممنا على أن نقابل العدوان ونحافظ على حريتنا واستقلالنا مهما كان الثمن ومهما كان عدد الضحايا ومهما كانت الدماء التي تسيل.

         واستطعنا- أيها الأخوة- بعد أن خرجنا من هذه المعركة أن نثبت استقلالنا السياسي هنا في مصر واستطاعت الجزائر أن تسير في نضالها نضال المليون شهيد وتنتصر الجزائر وتستقل وتعود الجزائر عربية. واستطاع شعب العراق الحر أن يتخلص من نوري السعيد ومن الأسرة الهاشمية من الرجعية ومن أعوان الاستعمار. واستطاع اليمن الذي كان يحكمه الإمام الذي يمثل آخر ما تصل إليه الرجعية أن يقضي على الإمامة وعلى الإمام. واستطاع شعب لبنان البطل أن يتخلص من عميل الاستعمار كميل شمعون.

         إذن كانت المعركة قاسية علينا جميعاً في كل أنحاء الوطن العربي. ولكننا انتصرنا في كل أنحاء الوطن العربي. ثم قابلنا الحصار الاقتصادي واستطعنا أن نجابه الحصار الاقتصادي واستطعنا أن نسير ونحول الاقتصاد الأجنبي الذي تمكن في بلادنا إلى اقتصاد وطني، استطعنا أن نؤمم المصالح الأجنبية الاقتصادية في مصر ونحول الاقتصاد الأجنبي إلى اقتصاد وطني.

<6>