إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

وإذا كانت السياسة الأمريكية لأسباب تعرفونها جميعاً - قد رأت إيقاف العمل أخيراً بهذه الاتفاقيات، فإن أول واجباتنا في هذه اللحظة أن نثبت للذين يضغطون علينا أننا نستطيع الاعتماد على النفس.

إننا نستطيع أن نتبع الطريق المستقل ونتحمل تبعاته.

إننا نستطيع أن نتخذ ما نشاء من المواقف حيال إسرائيل وحيال قضايا السلام والحرب في العالم وحيال الحركة القومية لأمتنا العربية - ونمشي غير ملتفتين وراءنا وغير حاسبين حساباً إلا لضميرنا الوطني والقومي والعالمي.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

         إن مجموعة الحقائق التي ذكرتها في البداية مما ظهر عند مراجعة وإعادة تقييم وتوصيف المرحلة في الانتقال من الخطة الأولى إلى الخطة الثانية، ثم هذا العديد من الظروف التي فرغت الآن من استعراضه سريعاً أمام حضراتكم - يخلق كما قلت هذا الموقف الذي نواجهه الآن والذي يحتاج منا إلى أشد الاهتمام واليقظة والقدرة على الاستجابة السريعة للظروف المتغيرة.

والسؤال الذي يفرض نفسه علينا جميعاً الآن هو:

ما هو واجبنا في هذه المرحلة؟

وأجيب بغير تردد:

إن واجبنا الأول والأكبر هو العمل والعمل الجاد، والعمل المنظم، أو بمعنى آخر هو العمل العلمي.

         ويترتب على ذلك أنه ينبغي لنا - بغير إبطاء وبغير هوادة - أن نحطم تحطيماً كل العوائق والعقبات التي تعترض طريق مقدرة عملنا وتمنعه أو تعطله.

         ثم يترتب عليه كذلك إدراكنا أن العمل المطلوب إنساني، وبالتالي فإن إحاطة جميع العالمين بالجو الملائم لظروف العمل، حتى نفسياً، ليس أمراً ثانوياً وإنما هو شرط أساسي للنجاح.

         وحين تشكلت الوزارة الجديدة، التي ستتقدم إليكم هذه الدورة بطلب ثقتكم وتعاونكم معها، فقد كنت سعيداً أن كان الشعار الذي التصق بها منذ يومها الأول هو كونها وزارة إنجاز. وكان ذلك وصفاً أميناً لجوهر مهمتها.

<6>