إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

وزير الحربية وبلغ مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي أن قواتنا المسلحة استطاعت أن تدمر حتى الآن 60% من خط بارليف من هذه الحصون التي أقامتها إسرائيل على قنال السويس. وبلغنا الفريق فوزي في مجلس الوزراء أن القوات المسلحة ستسير في تنفيذ خططها حتى تكمل تدمير الـ40 في المائة الباقية من خط بارليف الذي أقامته القوات الإسرائيلية شرق القنال.

          قالت إسرائيل أن هذه الأعمال كانت مفاجئة وأن لها الحق أن تقيم تحصينات شرق القنال، معنى إقامة تحصينات شرق القنال إن إسرائيل تريد أن تبقى في هذه المناطق المحتلة إلى أجل غير مسمى. وفي الحقيقة لا يمكن لنا أن نقبل هذا، ثم قالت قواتنا المسلحة أن دورياتها على استعداد من كل الوحدات أن تتجه إلى صحراء سيناء وتقوم بالواجب المقدس الذي يلقيه عليها الوطن، وبهذا أيضاً بدأت أعمالنا على الضفة الشرقية للقتال، كلنا كلكم سمعوا على الدوريات وكلكم سمعتم على معارك المدفعية، والله أنا بأقدر أقوله إن الأهداف من معارك المدفعية وهي تدمير التحصينات الإسرائيلية قد تحققت إلى حد كبير، وأن الأهداف من الدوريات المقاتلة تحققت إلى حد كبير.

          تريد إسرائيل أيها الأخوة تجميد خط وقف إطلاق النار، وأنا أقول الآن باسم هذا الشعب المناضل الذي رفض الهزيمة في يونيه سنة 1967 إننا لن نقبل هذا، ولن نسمح لإسرائيل بتجميد خط وقف إطلاق النار، ولو تعرضنا للانتقام، وممكن إن إحنا نتعرض، ممكن يبعتوا طيارات ويضربونا ولكن اللي بقوله الفرق اللي بين النهاردة والفرق بين سنة 67 إن هوه إذا بعثت طيارات نحن نستطيع أن نرد هذه الضربات، الوضع الذي لم نكن نستطيعه في سنة 67 ولا في الجزء الأول من سنة 68.

          هل يمكن أيها الأخوة أن يلومنا أحد إذا تحركنا دفاعاً عن أراضي يعلنون كل يوم أنهم لن يتخلوا عنها، إننا ننظر إلى خط وقف إطلاق النار وارتباط قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار وبقرار مجلس الأمن الذي ينص أول ما ينص على الانسحاب، قرار مجلس الأمن بتاع نوفمبر سنة 1967، ويجب أن تعلم الدنيا كلها أنهم إذا لم ينسحبوا فإننا سوف نقاتلهم إلى آخر رجل عندهم أو إلى آخر رجل عندنا.

أيها الأخوة

          لن نقبل بهذا الأمر الواقع ولن نسكت.. أيها الأخوة لن نقبل بهذا الأمر الواقع ولن نسكت ولن نلين. فإما انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإما القتال المستمر، ليس في هذا الموضوع سياسة ولا يمكن أن نتكلم في هذا الموضوع كلام سياسي فيه مداورة. إنه موضوع أرض، موضوع وطن، موضوع شرف، موضوع حياة. ليست أرضنا وحدها ولكن الأرض العربية، وليس وطننا وحده ولكنه الوطن العربي الكبير، وشرفنا وحياتنا جزء لا يتجزأ من حياة أمتنا العربية.

<9>