إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          ولكن المهم، هل نحن أقوياء، أو هل نحن مع كل يوم إلى الدرجة التي نستطيع معها أن نغير الأمر الواقع وأن نفرض احترام الحقيقة؟ هل نقوى كل يوم حتى نستطيع أن نفرض احترام الحقيقة وجوهرها الصادق الصافي.

أيها الأخوة

          حينما نعود إلى الماضي نستطيع أن نجيب على هذا السؤال.

          إن هناك معيارين نستطيع أن نقيس بهما بذلك هذا السؤال:

          هل نحن أقوياء؟ هل نحن نقوى مع كل يوم إلى الدرجة التي نستطيع معها أن نقدر الأمر الواقع الذي نجابهه الآن وأن نفرض احترام الحقيقة وجوهر الحقيقة الصادق الصافي؟

المعيار الأول: هل نحن نمتلك الإرادة على رفض النكسة وعلى تحدي النكسة.

أيها الأخوة

          إن ذلك تأكد، إن شعوب الأمة العربية كلها، الشعب العربي في كل بلد عربي في كل مدينة، بل إن الأمة العربية كلها بأثرها فرداً فرداً، كل رجل وكل امرأة، كل شاب وكل شيخ، بل وكل طفل، كلهم جميعاً وبغير استثناء أظهروا إرادتهم أقوى ما تكون الإرادة.

          قالوا جميعاً لا قبول بالأمر الذي وقع، لا استسلام أمام العدو، لا سلام إلا بالحق والعدل، سنصمد ونقف، سنقاتل ونضحي، سوف يسقط منا الشهداء والأبطال ولن تسقط أعلامنا على الأرض، وإنما سنواصل الكفاح مهما كانت تكاليفه وأعباءه.

أيها الأخوة

          ذلك معيار تأكد، تأكد لنا، وتأكد لغيرنا، تأكد في سنة 67 في أقسى الأيام، في أصعب الأيام، في أحلك الأيام، في أسود الأيام، تأكد لنا أيضاً في سنة 68.

          وبعد سنتين النهاردة نشعر أن كل فرد من هذه الأمة ساهم في هذا، ساهم في رفض الهزيمة وساهم في القرار الذي قرره الشعب العربي كله، لا استسلام أمام العدو.

أما المعيار الثاني- أيها الأخوة- فهو هل تنمو قوتنا بحيث نستطيع أن نتحمل مسئولية إرادتنا، إرادتنا التي رفضت الهزيمة والتي صممت على الصمود.

<7>