الدماء الذكية، ويتوجهوا إلى المستقبل بروح الحوار الأخوي والوفاق البناء. ولنا وطيد الأمل في أن يلتقى قادة الصومال من مختلف مواقعهم حول هذا الواجب الوطني المقدس. وأن يتعاونوا تعاونا كاملا مع المنظمات الدولية والإقليمية في تحقيق مصالحة وطنية شاملة تحقق مصالح الجميع، وتصون وحدة الصومال وأمنه واستقراره، وفى الوقت ذاته، اسمحوا لي أن أوكد أمام حضراتكم على ضرورة الإسراع في تنفيذ بنود قراري مجلسكم الموقر المتعلقة بتوفير معونات الإغاثة الفورية للصومال وفتح حساب خاص لتلقى المعونات المالية المخصصة لإغاثة الصومال. ولا شك أنكم تقدرون أن مصداقية وفاعلية الدور العربي في معالجة أزمة الصومال الشقيق، إنما ترتبطان بمبادرتنا إلى تقديم هذا الغوث الملح إلى أبنائنا في الصومال في أسرع وقت ممكن.

السيد الرئيس

         إننا نتابع جميعا ببالغ الاهتمام والقلق تطورات الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا من جهة والجماهيرية العربية الليبية من جهة أخرى، وتصاعد الاتهامات الموجهة إلى الجماهيرية بدعوى وجود صلة لها بحادثتي تحطم الطائرتين الأمريكية والفرنسية عاما 88 ، 1989.

         كان مجلسكم الموقر قد تدارس هذه الأزمة في دورتين طارئتين يومى 5/12/1991 ، 16/1/1992، وأصدر قرارين أشاد فيهما بمبادرة الجماهيرية إلى احتواء الأزمة، وأكد تضامنه معها، ودعا إلى تنسيق جهود جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لدراسة الوثائق المتعلقة بالموضوع، مشددا على تعاون الأطراف المعنية من أجل إظهار الحقيقة، وحل النزاع عن طريق المفاوضات والوساطة والتسوية القضائية، استنادا إلى مبادئ ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بفض المنازعات بالطرق السلمية.

         وفى هذا الإطار أيضا التقيت بسفراء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في القاهرة وأبلغتهم مساعى المجلس لاحتواء هذه الأزمة وفق قواعد القانون الدولي.

<8>