إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

707 ـ محمّد بن عبدالوهّاب (1115 ـ 1206هـ) / (1703 ـ 1792م)

محمّد بن عبدالوهّاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد التميميّ النجديّ. ينتمي إلى قبيلة تميم النجدية. داعية إسلامي، ومصلح ديني. وأحد زعماء الدعوة والإصلاح في العصر الحديث. محدث، فقيه، مفتي، أصولي، مفسر. ولد ونشأ في العُيينة بوادي حنيفة (من قرى نجد)، بالمملكة العربية السعودية. وقد اشتهرت أسرته آل مشرف بالعلم، وكان أبوه قاضياً وفقيهاً، فتعلّم على يد والده القرآن والحديث، وحفظ القرآن في سن مبكرة . ثم سافر في رحلته العلمية إلى الحجاز، فمكث في المدينة ومكة، وزار الشام والعراق، ألمّ خلالها بكثير من العلوم الشرعية واستطاع لقاء كثير من الفقهاء ومناقشتهم ومناظرتهم.

عاد إلى نجد فسكن (حريملاء) عام 1151هـ. وأعلن دعوته جهراً عام 1153هـ، فصار له أتباع وتلاميذ من بلاد نجد. وألف كتابه التوحيد. وبعد محاولة اغتياله في حريملاء انتقل إلى العيينة ناهجاً منهج السلف الصالح ونبذ البدع وتحطيم ما علق بالإسلام من أوهام. وارتاح أمير العينية عثمان بن حمد بن معمر إلي دعوته فناصره، ثم خذله عندما تعرض عثمان بن حمد للتهديد، ولم يستطيع الشيخ محمد بن عبدالوهاب التأثير في بيئته، مما دفعه إلى الانتقال إلى قرية الدّرعيّة عام 1157هـ، 1744م. فتلقاه أميرها محمد بن سعود بالإكرام، بعد أن عرف أخلاقه الفاضلة ووفاءه ورجاحة عقله. وقبل دعوته، وبايعه على نصرة دعوته، والجهاد في سبيل الله لنشرها. وإقامة شرائع الإسلام. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعلى أساس هذا التحالف بين آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب قامت الدولة السعودية الأولي، ويمثل جانبها السياسي والعسكري آل سعود، ويمثل جانبها الديني الشيخ محمد بن عبدالوهاب. واستمر هذا الحال ثلاثون سنة توحدت فيها نجد تحت راية آل سعود وكلمة لا إله إلا الله.

وبعدما توفي الأمير محمد بن سعود عام 1179هـ، 1765م، استمرت مسيرة آل سعود في مؤازرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نشر دعوته. فلقد آزره الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود، وكان يلجأ لاستشارة الشيخ في الكثير من أمور الدولة.

وقد ارتكزت تعاليم الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الفهم العميق لأفكار شيخ الإسلام ابن تيمية. وكان الشيخ محمد بن عبدالوهاب يدعو لإقامة، السنة الصحيحة، وتعاليم الإسلام في صفاتها الأولى، كما كانت أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وناهض كل ما وجده مخالفاً للسنة، ونبذ كل ما علق بها من شوائب وبدع وشرك ومنكرات وانحرافات. محارباً الشرك والبدع، وأعلن من أجل تطبيق المبادئ الإسلامية الصحيحة، جهاداً دينياً لحمل مخالفيه على اتباعها. وأدت هذه الدعوة إلى القضاء على الشرك والبدع والمنكرات وإحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجزيرة العربية. وبعد أن انتشرت دعوة الشيخ محمد عبدالوهاب في أنحاء الجزيرة العربية، ودول الخليج ثم امتدت إلى أنحاء من العالم الإسلامي. وعرف من ولاه وشد أزره في قلب الجزيرة العربية بأهل التوحيد "إخوان من أطاع الله" وسماهم خصومهم بالوهابيين (نسبة إليه) وشاعت التسمية الأخيرة عند الأوربيين، فدخلت معاجمهم الحديثة، وأخطأ بعضهم فجعلها مذهباً جديداً في الإسلام، تبعاً لما افتراه خصومه. ولا سيما دعاة من كانوا يلقبون بالخلفاء من الأتراك (العثمانيين).

وقد حفلت حياة الشيخ بالتأليف والجهاد في سبيل الدين الإسلامي، كما أسهم في وضع أسس الحكم والإدارة، على أساس من الشريعة للدولة الجديدة. وفي السنوات الأخيرة من عمره، ولما استقرت الدعوة، ابتعد الشيخ عن شؤون الحكم والسياسة، وانصرف للعبادة والدعوة، والتأليف. حتى تُوفي في ذي القعدة 1206هـ، 1792م، وأحفاده اليوم يعرفون ببيت "الشيخ" أو "آل الشيخ" ولهم مقام رفيع عند آل سعود. وله مصنفات أكثرها رسائل مطبوعة منها: (كتاب التوحيد)، و(كشف الشبهات)، و(أصول الإيمان)، و(الكيان)، و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).